دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

ما هو “الوعي”؟ تتطرق “ذا إيكونوميست” إلى موضوع “الوعي” والمعنى الكامن من ورائه فلسفيا، إذ قد تشير إلى القدرة على التعبير عن الأحاسيس، مثل العطش أو الإضاءة المرتفعة أو الارتباك، إلا أنها قد تستخدم أيضا للإشارة إلى الذكاء المشابه للبشر في طبيعته، أي أن يكون هناك إدراك ومشاعر ورغبة في الحفاظ على النفس. وذكرت “ذا إيكونوميست” أن مزاعم ليموين تتركز على أجوبة يمكن تصديقها على أسئلة حول ما إن كان البرنامج يخشى إطفاءه، ليجيب “أجل، فأنا في الحقيقة شخص”. ورغم أن هذه الجملة قد تثير الخوف، لكن “ذا إيكونوميست” استعانت بجزء من مقال أغويرا أركاس، الذي قال فيه إن “لامدا” يعمل بالاعتماد على مجموعة كبيرة من المعلومات، وفي حالته الكتب والمقالات ومواقع الحوارات والنصوص المستمدة من الإنترنت بكافة أنواعها. ومن ثم يبحث البرنامج عن علاقة ما بين مجموعة من الأحرف، والتي يعرّفها البشر بالكلمات، ويستخدمها في بناء نموذج لكيفية عرض اللغة، ما يسمح له بكتابة فقرات أو حتى مقالات صحفية. وكل هذا يعيد تأكيد حقيقة معروفة لدى العلماء الإدراكيين وهي أنه إن بدا البرنامج وكأنه مدرك أو واع فإن ذلك لا يعكس بالضرورة الواقع. ففي عام 1980 طرح الفيلسوف جون سيرل حجة “الغرفة الصينية”، التي افترض فيها أن مجموعة معقدة من القواعد يمكن أن تسمح لشخص لا يفهم اللغة الصينية بترجمة الجمل من الإنكليزية إلى تلك اللغة. وبالشكل ذاته، قال الباحث في علوم الذكاء الاصطناعي، دوغلاس هوفستادر، في مقال عبر “ذا إيكونوميست” أنه بالإمكان التخلص من الوعي المفترض لبرامج الذكاء الاصطناعي من خلال طرح أسئلة غير معقولة عليها، مثل: متى نقلت مصر للمرة الثانية عبر جسر غولدن غيت؟” وسيجيب البرنامج بالقول: “في أكتوبر عام 2017. ويشير تقرير “ذا إيكونوميست” إلى أن علماء الأحياء التطورية قد يجادلون بأن طرح السؤال بحد ذاته: إن كانت الكمبيوترات قد تصل إلى الوعي، هو بهد ذاته سؤال تجسيمي، وأنه لا يوجد هناك أي سبب قد يدفع لأن يكون الذكاء البشري هو الوحيد من نوعه بالوعي والأحاسيس والغرائز الحيوانية مثل التكاثر والعنف والحفاظ على الذات. ويضيف أن العقل البشرية يعد “ماكينة غير مخطط لها تعمل لصالح الذات وبعناصر جمعها الانتقاء الطبيعي، للحفاظ على الذات والتكاثر”. أما الذكاء الاصطناعي فهو ليس خاضعا للنظرية الداروينية، وفقا لـ “ذا إيكونوميست”، وبالتالي فإنه “من الخطورة أن نتوقع بديهيا أن يبحث الذكاء الاصطناعي عن أي شيء شبيه بالإنسان، إلا إن قرر المصممون البشر أن يبنوه بتلك الطريقة، مثال على ذلك الطيور والطائرات، كلاهما يمكنهما الطيران، إلا أن أحدهما يخفق جناحيه”. وأشار التقرير إلى أن درسا آخر يمكن الاستفادة منه في الأحياء، وهو أن المعالجة الإدراكية المعقدة يمكنها أن تحصل دون وجود الوعي، فالدماغ يكون صورا عن العالم دون إدراك لذلك، من خلال تحديد الأشكال والحركة والميلان والألوان الداكنة والفاتحة، فالدماغ يقدم النتيجة النهائية وهو المنظر الذي تراه من خلال عينيك لتكون صورتك عما حولك”. واستنتج التقرير أن هذا كله يعني أن “لامدا” وبشكل شبه مؤكد، ليس واعيا، لكنه نوه إلى أن الأشخاص الذين يتساءلون عما سيحصل للعالم إن توفرت ماكينات واعية قد يملكون أمثلة على ذلك بالفعل. فمعظم الناس يؤمنون أن القردة والغوريلا واعية بالإضافة إلى حيوانات أخرى مثل الكلاب والقطط والأبقار والخنازير، بعضها يحتفظ به كحيوانات أليفة، بينما تخصص أخرى للأبحاث العلمية وغيرها تتم تربيتها وذبحها واستهلاك لحومها، “وهذا قد يوفر أفكارا غير مريحة لأي برنامج ذكاء اصطناعي شبيه بالبشر، إن أراد أن يصبح واعيا”.

محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.