دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

الطاولة السداسية ستختار مرشحها لرئاسة تركيا في شهر شباط القادم

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري "سعيد طورون": ستُعلن الطاولة السداسية عن مرشحها الرئاسي في شباط القادم.

182

الطاولة السداسية ستختار مرشحها لرئاسة تركيا في شهر شباط القادم 

نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري “سعيد طورون”: ستُعلن الطاولة السداسية عن مرشحها الرئاسي في شباط القادم.



طاولة سداسية تبحث عن مرشح لرئاسة تركيا

في حالة تثير الشفقة تارة وتطرح عدة تساؤلات تارة أخرى، ما زالت الطاولة السداسيةالتي يلتف حولها قادة المعارضة التركية تبحث عن مرشح رئاسي توافقي لخوض الانتخابات المقبلة، التي سيتم عقدها بعد عدة أشهر وربما بعد أسابيع معدودة، وليس هذا هو جوهر الأمر فحسب، بل إن قادة المعارضة يرحبون بانتخابات مبكرة مع أن مرشحهم لم يتم إعلان اسمه حتى هذه اللحظة.وقد أعلنت الطاولة السداسية حاليا بأنها ستختار مرشحها لرئاسة تركيا في شهر شباط القادم.


الاجتماع العاشر

استمر الاجتماع العاشر للطاولة السداسية -التي تضم أكبر أحزاب المعارضة التركية- قرابة 10 ساعات في أنقرة، بضيافة حزب المستقبل، وانتهى بصدور بيان حمل توقيع الزعماء الستة ولكنه لم يأتِ بجديد كالعادة، وأبرز ما جاء في البيان أن القادة الستة أكدوا أنهم يدعمون إجراء انتخابات مبكرة قبل 6 أبريل/نيسان المقبل، وذكر البيان أنه سيتم الإعلان يوم 30 يناير/كانون الثاني الجاري عن خريطة طريق المرحلة الانتقالية ونص السياسات المشتركة التي أعدّها مسؤولو الأحزاب الستة بشكل مشترك.

ومما جاء في البيان أيضًا أن تحقيق رؤيتهم المشتركة لمستقبل البلاد يحتاج إلى شرطين أساسيين، وهما: انتخاب المرشح المشترك، والحصول على أغلبية تسمح بإجراء التعديلات الدستورية في البرلمان، وصرحوا بأنه من أجل تحقيق هذين الشرطين تم أخذ قرار بتكثيف العمل على التدابير اللازمة لحماية الصناديق يوم الانتخابات، وتجهيز القوائم البديلة لمرشحي مجلس الشعب وتقديمها للقادة الستة، وإجراء القادة الستة الاستشارات اللازمة لاختيار المرشح المشترك في الانتخابات الرئاسية.


رئيس منزوع الصلاحيات

في اليوم التالي لهذا الاجتماع الذي انتهى بعد مخاض كبير وعناء سحيق، خرج أحد القادة الستة أحمد داود أوغلو بتصريحات توضح ماهية وملامح المرشح الذي يبحث عنه قادة الطاولة السداسية، فقال داود أوغلو “سواء كان مرشح الطاولة السداسية من بين القادة الستة أو من خارجهم، ستكون للقادة الستة صلاحية التوقيع والمصادقة على أي قرار سيصدر من رئاسة الجمهورية”، وأوضح أن “رئيس الجمهورية، في حال فوز مرشح المعارضة، لن تكون له صلاحية اتخاذ قراراته بشكل فردي، سواء بتعيين أشخاص في مناصب حساسة أو باتخاذ قرارات مصيرية، ويجب أن يحصل على اتفاق القادة الستة ومصادقتهم على هذه القرارات قبل اتخاذها”.

وبذلك، يؤكد داود أوغلو للجميع الوصاية التي يريدون فرضها على المرشح القادم، ليكون رئيسًا صوريًا شرفيًا يوقع على قرارات ليس له فيه رأي أو اعتبار أو قرار، فعن أي رئيس يتحدثون، وأي رئيس يريدون لتركيا عام 2023، وكأن الزمن يعود للوراء لا يسير للأمام.


أبرز المرشحين المحتملين

في ظل انتظار إعلان مرشح رسمي عن المعارضة، تتداول الأوساط الإعلامية أسماء المرشحين المحتملين، وعلى رأسهم كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري، الذي لطالما أبدى رغبته مرارًا في الترشح للانتخابات الرئاسية، إلا أن اسمه لا يحظى بإجماع بقية زعماء المعارضة المجتمعين ضمن “الطاولة السداسية”.

والاسم الآخر الذي كان من بين الأسماء الأكثر تداولًا في أروقة المعارضة والإعلام الفترة الماضية هو أكرم إمام أوغلو (رئيس بلدية إسطنبول)، لكن صدور حكم قضائي عليه ديسمبر/كانون الأول الماضي بالسجن نحو 3 سنوات، بعد إدانته بإهانة أعضاء الهيئة العليا للانتخابات، إلى جانب المنع من العمل السياسي، أعاد توزيع أوراق المعارضة من جديد على الطاولة.

ورغم أن إمام أوغلو استأنف الحكم، مما يعني أنه سيبقى في منصب رئيس بلدية إسطنبول حتى صدور حكم نهائي، فإنه بات مستبعدًا من الانتخابات الرئاسية المقبلة المزمع عقدها بعد أشهر قليلة.


أحزاب تغرد خارج السرب

على الجانب الآخر، أعلن حزب الشعوب الديمقراطي -في بيان له- منذ ساعات قليلة أنه سيخوض الانتخابات الرئاسية بمفرده، وسيعلن عن مرشحه في أقرب وقت ممكن، أما حزب “الرفاه من جديد” -الذي يرأسه فاتح أربكان نجل البروفيسور الراحل نجم الدين أربكان- فقد صرح قائلًا “إذا لم تكن ثمة مراعاة للمصلحة الوطنية، فلن نكون جزءًا من أي تحالف، بل سنخوض غمار الانتخابات بمفردنا”.


أبرز السيناريوهات المطروحة

في ظل إخفاق المعارضة في التوافق على مرشح مشترك، يبرز احتمال آخر قد يكون حلًا أخيرًا، إذ يرى البروفيسور أحمد أويصال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) أنه من المحتمل أن تذهب المعارضة إلى خيار تقديم كل حزب مرشحه المستقل، بحيث يتم الاتفاق في الجولة الثانية على دعم المرشح الذي يتمكن من التأهل والصعود للجولة الثانية.

ويعتقد أويصال أن الخطورة بالنسبة للمعارضة في هذا الخيار تكمن في أن أردوغان قد يفوز من الجولة الأولى، نتيجة لحملات الحكومة مؤخرًا في تقديم الدعم للأسر ورفع الحد الأدنى للأجور إلى مستوى لاقى قبولًا جيدًا لدى قطاع كبير من الشعب التركي، بالإضافة إلى إنجازات الحكومة داخليًا وخارجيًا، ولا سيما في ما يتعلق بحرب أوكرانيا، وختم قائلًا: “نفسيًا، في الأزمات والحروب تتمسك الجماهير عادة بالقادة الأقوياء”.


معركة رئيس بلدية أنقرة

من حين لآخر، يظهر على الطاولة السداسية اسم منصور يافاش، رئيس بلدية أنقرة التابع لحزب الشعب الجمهوري، إذ يتردد اسمه من قبل رئيسة الحزب الجيد ميرال أكشينار بشكل ملاحظ، فهي تسعى لجعله المرشح التوافقي للطاولة السداسية لمواجهة الرئيس أردوغان في الانتخابات المقبلة، حسب ما صرحت به مصادر مقربة منها، ولكن هذا الاقتراح لا يلقى قبولًا كبيرًا لدى قادة المعارضة الآخرين وبصورة خاصة من طرف كمال كليجدار أوغلو. ولكي يقطع السيد كمال الطريق أمام ترشح يافاش، فقد أصدر حزب الشعب الجمهوري قرارًا داخليًا وأرسله لرؤساء البلديات التابعين له یطالبهم فيه بالبقاء في مناصبهم وعدم تقديم استقالاتهم لأجل الترشح للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة.

وهذا القرار الذي أصدره حزب الشعب الجمهوري يؤكد -بما لا يدع مجالًا للشك- حجم الرغبة الشديدة لدى كليجدار أوغلو في الترشح للرئاسة نيابة عن حزبه في الانتخابات القادمة.


قطعة من الكعكة

بينما يحاول كل فرد من قادة المعارضة الذين التفوا حول الطاولة السداسية البحث عن مصالح حزبه ونيل قطعة من كعكة السلطة في الفترة المقبلة، تظهر تطلعات رئيسة الحزب الجيد المعارض بوضوح وعلانية، حيث صرحت أكشنار -مخاطبةً أعضاء حزبها في ولاية موغلا التركية السبت الماضي- قائلة: “أريد منكم يا أصدقاء أن نكون الحزب الأول في تركيا، وأن أصبح رئيسة الوزراء -بعد تغيير النظام للبرلماني- لا نريد أن نطلب دعم هذا وذاك، أو أن نتفق مع هذا وذاك، بل أن نقنع شعبنا بإرادتنا وقوتنا ونصبح الحزب الأول”.

بهذه الكلمات، أصبح جليًا قطعة الكعكة التي تضع أكشنار عينها عليها عبر هذا التحالف السداسي، وهو الأمر الذي يرحب به بقية أفراد الطاولة ويقبلونه ولا يختلفون عليه، لكن يقابله العديد من الملفات التي يختلفون حولها، لدرجة تجعلهم يجتمعون بالساعات الطوال من دون الوصول لنتائج ملموسة تنم عن رؤية واضحة لمعالم الفترة المقبلة من تاريخ تركيا السياسي.


أردوغان يعلنها صريحة

في اجتماعه الأخير مع أعضاء حزب العدالة والتنمية، أعلن الرئيس أردوغان أهمية الاستعداد الجاد والعمل الدؤوب بالتزامن مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وقد ألمح في هذا الاجتماع إلى إمكانية تقديم موعد الانتخابات، إذ قال “مراعاة لظروف الطقس، قد نقدم موعد الانتخابات قليلًا، فكما تعلمون انتخابات 2023 مهمة للغاية”.

وذكر بعدها أردوغان أيضًا -أمام حشد جماهيري خلال حفل افتتاح مشاريع في ولاية أنطاليا- “لم يتبق الكثير، 5 أشهر فقط على الانتخابات، لن نتوقف وسنستمر في العمل، سنفجر صناديق الاقتراع، هل أنتم جاهزون لذلك؟”.

وهو الأمر الذي يوضح الأهمية الكبيرة التي يوليها أردوغان لهذه الانتخابات المفصلية في تاريخ تركيا، والتي تأتي بالتزامن مع انتهاء قرن من الزمن على تأسيس الجمهورية وبداية قرن جديد.

©️ aljazeera

التعليقات مغلقة.

محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.