دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

كيف نتحقق من فعالية لقاح كورونا؟

هناك طريقتان لتحديد فعالية اللقاح

560

بعد اكتشاف سلالات جديدة من فيروس كوفيد 19.. نحن بحاجة إلى معرفة ما مدى فعالية لقاح كورونا الحالي ضد المستجدات الأخيرة؟!.. حيث قد يبدو سؤالاً بسيطاً، إلا أن الإجابة عليه صعبة.

لا شك أن الأخبار حول فعالية اللقاحات ليست “كاذبة “.. إلا أنها تفرط في تسهيل الأمر،قبل كل شيء من المهم أن يفقه الناس ما المقصود بكلمة “فعالية”.

بصورة شاملة يمكننا معرفة فعالية لقاح كورونا بطريقتين وذلك من خلال معرفة مدى نجاحه في:

  • 1) خلق الاستجابات المناعية.
  • 2) تحقيق نقاط النهاية السريرية، وفق مقال لمجلة “فوربس“.

الاستجابات المناعية

يرتكز التعريف الأول للفعالية على قدرة اللقاح على خلق الاستجابات المناعية. وتتمثل إحدى هذه الاستجابات في تحريض الجهاز المناعي للشخص لإنتاج أجسام مخالفة.

حيث تقوم اللقاحات عن طريق تعريض الشخص لمستضد محدد – ويكون غالبا بروتين فيروسي – لذلك تتعلم الدفاعات المناعية التعرف عليه مسبقًا ثم تقوم لاحقًا بتوليد أجسامً مخالفة تبعد أي فيروس يحمل المستضد.

ففي لقاح كورونا القائم على تقنية الحمض الريبوزي المرسال mRNA من فايزر-بايونتك وموديرنا.. المستضد هو البروتين الشائك الذي يستخدمه فيروس SARS-CoV-2 لاقتحام خلية بشرية عبر مستقبل سطحي يسمى ACE2.

وعليه تقبل الأجسام المضادة بالمستضدات المتطابقة الموجودة على سطح جسيم الفيروس.. مما يؤدي إلى إبعاده بطرق كثيرة، مثل إيقاف الفيروس من الالتصاق بخلية أو إتلافه.

وعلى ذلك يمكن أن يساهم التحور في حدوث تغييرات في مستضد فيروس كورونا.. بحيث لا تتناسب طفرات المتغير مع الأجسام المضادة المحددة الناتجة عن التطعيم.

وتتمثل إحدى طرق تقييم فعالية اللقاح بعد ذلك في قياس مستوى الأجسام المضادة المطلوب لفرز الفيروسات في المختبر. وتشمل مثل هذه الاختبارات إلتقاط الأجسام المضادة من دم الأشخاص الذين تم حقنهم والزيادة من الفيروسات للتعرف على مدى ارتباط الأجسام المضادة بها.

دراسات وأبحاث حول لقاح كورونا

أظهرت العديد من الدراسات أن اللقاحات الحالية فعالة ضد المتغيرات من حيث التحييد.. بحسب ما أظهرته ورقتان حديثتان تم نشرهما في مجلة Nature.

في إحدى الدراستين، كانت الأجسام المضادة من 20 شخصًا تم تلقيحهم ممن تلقوا لقاح Johnson & Johnson قادرة على تحييد فيروس كورونا الأصلي ومتحور ألفا (B.1.1.7) بنفس الدرجة تقريبا، على الرغم من أن هذه الأجسام المضادة كانت أقل كفاءة بثلاث مرات تقريبًا في تحييد نوعين آخرين من المتغيرات المثيرة للقلق، بيتا (B.1.351) وجاما (P.1).

وأوضحت دراسة أخرى كانت قد أجريت على الأشخاص الذين تم إعطاؤهم لقاح Pfizer / BioNTech.. أن الأجسام المضادة من عينات المصل الخاصة بهم يمكن أن تحيد متغير دلتا (B.1.617.2).

مع ذلك فإن تحييد الأجسام المضادة ليس هو الطريقة الوحيدة لقياس القدرة المناعية.. حيث تحض اللقاحات أجزاء أخرى من جهاز المناعة على الاستجابة للمستضدات أيضًا.

من جهة أخرى يذكر إلى أن الخلايا التائية تتمكن من التعرف أيضًا على المستضدات.. حيث يمكن أن تتكاثر بشكل سريع لهدم الخلايا المصابة، وكما عثرت دراسة جونسون أند جونسون “أنه تم الحفاظ على استجابات الخلايا التائية إلى حد كبير ضد متغيرات SARS-CoV-2”.

لكن وفق ما تقول دراسة فايزر.. فإن قياس الاستجابات المناعية عبر تجارب مثل اختبارات التحييد “لا يمكن أن يحل محل دراسات فعالية اللقاح والفعالية الواقعية للقاحات COVID-19 ضد التطورات”.

نقاط النهاية السريرية

على ذلك فالهدف من تطوير اللقاح هو تشكيل علاج فعال في حماية الناس عامة.. وبالتالي يمكن تحديد فعالية اللقاح من خلال قدرته على تحقيق النتائج السريرية المرغوبة أو “نقاط النهاية”.

وكما نوهت المراجعة في مجلة The Lancet العلمية، يمكن انتقاء نقطة النهاية في أي خطوة من الخطوات الكثيرة للرعاية الصحية، ويشمل ذلك منع العدوى أو المرض أو دخول المشفى أو الوفاة.

مع فعالية لقاحات كورونا، فإن نقطة النهاية التي غالبًا ما يتم تسليط الضوء عليها في الأوراق العلمية والصحافة هي الفعالية في الوقاية من الأعراض المتوسطة إلى الشديدة. والبيانات المستخدمة لقياس ذلك تأتي من مراقبة الناس للحصول على نسبة الأشخاص المتحصنين باللقاح.

أما بالنسبة لمثل هذه الدراسات القائمة على الملاحظة سيكون المعيار الذهبي عبارة عن تجربة تحكم عشوائية يتم فيها مقارنة المتطوعين الذين تم تلقيحهم بالمشاركين غير الملقحين. لكن مع انتشار الوباء وظهور متغيرات جديدة.. يمكن أن تأخذ مثل هذه التجارب وقتًا طويلاً ويمكن اعتبارها لاأخلاقية بالنسبة للذين لا يتلقون لقاحاً.

فالبديل الأكثر اتخاذا هو تقييم الفعالية بعد بدء توزيع اللقاح على كافة الناس.

تحتوي دراسات ما بعد نشر اللقاح، التحقق من حالة التطعيم للأشخاص الذين يصابون بأعراض (عادة ما تكون متوسطة إلى شديدة)، ثم ضرب المجموع في نسبة الذين تم تطعيمهم. ويعمل الأشخاص غير الملقحين كمجموعة التحكم للحساب.. ما ينتج عنه نسبة مئوية لفعالية اللقاح.

نقطة ضعف لقاح كورونا

وعندما تنتشر عدة سلالات من الفيروس بين السكان، يجب أيضًا اختبار كل شخص لمعرفة المتغير الذي تسبب له بالإصابة، مما يساعد على إعطاء رقم للفعالية ضد متغير معين.

تم توضيح الحاجة إلى اختبار الأشخاص بحثًا عن المتغيرات من خلال دراسة نشرت في مجلة New England Journal of Medicine، والتي وجدت أن لقاح Johnson & Johnson كان فعالاً بنسبة 66% في البرازيل. ومع ذلك كشف الفحص الدقيق عن وجود سلالتين متميزتين الفيروس الأصلي وزيتا (P.2)، كانتا منتشرين في ذلك الوقت (31% مقابل 69%).. مما يعني أن النسبة 66% لا تعكس الفعالية ضد ما يسمى ب”المتغير البرازيلي” جاما (P.1).

هناك نقطة ضعف رئيسية في البحث بعد التطعيم.. إذ يمكن للباحثين قياس فعالية اللقاح فقط ضد متغير معين عندما تكون هذه السلالة منتشرة بالفعل بين السكان.

من ناحية أخرى نود أن نتنبأ بفاعلية اللقاح قبل أن ينتشر المتغير على نطاق واسع. ولهذا السبب تظل التجارب مثل اختبارات التحييد مفيدة.

في الواقع فإن قياس الاستجابات المناعية قد لا يثبت بالضرورة أن اللقاح يمنع المرض. يشير نموذج نظري في مجلة Nature Medicine إلى أن مستويات الأجسام المضادة المعادلة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالحماية من العدوى المصاحبة لأعراض SARS-CoV-2.

بالنهاية كل هذا يعني أن هناك حاليًا طرقًا أكثر لتقييم ما إذا كان لقاح فيروس كورونا فعالًا ضد المتغيرات المثيرة للخوف.

100%
رائع جداً

كيف نتحقق من فعالية لقاح كورونا؟

  • يرجى تقييم هذا المقال
اترك رد
محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.