دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

هل يتمكن الذكاء الاصطناعي من قراءة مشاعر البشر؟

ذكاء صناعي يحول أفكار دماغك نصوصا مكتوبة

طوّرت مجموعة من العلماء نظاماً في الذكاء الصناعي باستطاعته ترجمة أفكار شخص ما إلى نص عبر تحليل نشاط الأعصاب في دماغه

592

بعد قراءة الأفكار.. هل يتمكن الذكاء الاصطناعي من قراءة مشاعر البشر؟

بعد أن كان لفترة طويلة قريباً من عالم الخيال العلمي يؤكد العلماء والباحثون اليوم أنه أصبح من السهل التنبؤ بسلوكيات البشر، وذلك بعد الثورة التي حققها علم الشبكات في العالم في فك شيفرة النشاط الدماغي ومؤخراً فك شيفرة المشاعر من خلال ملامح الوجه.


السيطرة على الدماغ هل تكون سلاح المستقبل؟.. #الصين تُطور ذكاء اصطناعيا لقراءة أفكار أعضاء الحزب الشيوعي

 


حقق سوق التكنولوجيا نمواً سريعاً في مجال التواصل بين الآلة والإنسان، وبعد كشف العلماء والباحثين عن تمكُّنهم من تحليل النشاط الدماغي وقدرتهم على التنبؤ بسلوكيات البشر، يدعي الباحثون مجدداً توصلهم إلى تقنيات لتحليل مشاعر وأحاسيس الإنسان، وسط تشكيك واسع من العلماء في العالم عن مدى فاعلية وموثوقية هذه التقنيات الحديثة.


وفي هذا الإطار نشرت صحيفة فاينانشال تايمز تقريراً تسلط فيه الضوء على هذه التقنية، ورصدت ردود أفعال الأوساط العلمية في ذلك.


وتشير الصحيفة إلى أن فترة الحجر المنزلي خلال انتشار فايروس كورونا في العالم قد لفتت الانتباه إلى تقنية تحليل المشاعر البشرية. وذلك بالتحديد عندما اعتمدت عدة مدارس تقنية Little Trees 4 ، وهي برنامج ذكاء اصطناعي يساعد المدرسين على مراقبة استجابة الطلاب أثناء دروس التعلم عن بُعد بفحص ملامح وجوههم. وقد زادت خلال الفترة الماضية شعبية هذه التقنية وشاع استخدامها في عدة مدارس، وبخاصة في الصين.

وعلاوة على المدارس تدرس عدة شركات في العالم مدى إمكانية توظيف هذه التقنية في عدة مجالات، بخاصة أن الباحثين يزعمون أنه يمكنهم الذهاب إلى أبعد من مجرد فهم ما يشعر به الشخص إلى فك شيفرة نواياه والتنبؤ بسلوكياته.


استخدامات متنوعة

هل يتمكن الذكاء الاصطناعي من قراءة مشاعر البشر؟ تعمل مئات الشركات حول العالم على تقنية فك شيفرة المشاعر في محاولة لتعليم أجهزة الكمبيوتر كيفية التنبؤ بالسلوك البشري. ويقدم عمالقة التكنولوجيا في الولايات المتحدة بما في ذلك Amazon و Microsoft وGoogle تحليلاً دقيقاً للمشاعر، في حين أن الشركات الأصغر منها مثل Affectiva وHireVue تصممه لقطاعات معينة مثل السيارات والإعلانات وغيرها.

وترغب شركات السيارات مثل Ford وBMW وKia Motors في استخدام هذه التقنية لتقييم يقظة السائق. في حين اختبرت شركات التسويق مثل Millward Brown ذلك لقياس مدى استجابة الجماهير لإعلانات العملاء مثل Coca-Cola.

وكشفت فاينانشل تايمز أن أنظمة التعرف على المشاعر تلقت تمويلاً لاستخدامها من قبل شرطة لينكولنشاير في المملكة المتحدة لتحديد الأشخاص المشبوهين.

أما في الصين فقد جرى تركيب كاميرات تعتمد تقنية التعرف على المشاعر في مدينة شينجيانغ، وهي المنطقة الشمالية الغربية الصينية حيث يُحتجز ما يقدر بمليون شخص أغلبهم من مسلمي الإيغور في معسكرات الاعتقال.

وعلى الرغم من التنوع في الاستخدامات والتطبيق، فإن الهدف من هذه التقنية واحد، وهو جعل البشر أقل غموضاً، وتسهيل عملية التنبؤ بنواياهم وأفعالهم.

وبناء على الاستحقاقات التي تواجهها عدة قطاعات في هذا المجال، التي فاقمها طول فترة الحجر المنزلي بسبب استمرار انتشار وباء كورنا في العالم، ترجح شركة Markets and Markets أن يتطور سوق تكنولوجيا التعرف على المشاعر ليحقق 37.1 مليار دولار بحلول عام 2026 بعد أن بلغ نحو 19.5 مليار دولار عام 2020.


انتقادات وتشكيك

بينما تطرح الشركات والحكومات على الجمهور بحماس فكرة التعرف، يشير العلماء إلى عيب كبير في هذه التكنولوجيا. إذ تشير الأبحاث في هذه الخوارزميات إلى أنه على الرغم من قدرتها على فك شيفرة تعابير الوجه فإنها لا تترجم بالضرورة ما يشعر به الشخص أو يفكر فيه حقاً أو ما يخطط لفعله بعد ذلك.

وقد أكد علماء بارزون بأن المشاعر يجري التعبير عنها بعدة طرق، ما يجعل من الصعب استنتاج أحاسيس شخص ما من خلال مجموعة بسيطة من حركات الوجه. فلا يمكن مثلاً استنتاج السعادة بثقة من مجرد الابتسامة، أو الغضب والحزن من العبوس، كما تحاول التكنولوجيا الحالية أن تفعل.

ويعتبر هذا الأساس في تحليل المشاعر بناء على فرضية أن جميع البشر بغض النظر عن الثقافة أو الجنس أو الجغرافيا أو الظروف، يظهرون نفس المجموعة من ستة مشاعر عالمية وهي الخوف والغضب والفرح والحزن والاشمئزاز والمفاجأة. إلا أن الخبراء والعلماء يؤكدون أن فكرة المشاعر العالمية تتجاهل حقيقة مدى تأثير السياق والتكييف والعلاقة والثقافة على إظهار مشاعر البشر. وبالتالي فإن قياس تعبيرات الوجه لا يمكنها ببساطة أن تكشف شعور البشر أو نواياهم.

وبناء على ذلك فقد تكمن مشكلة التنبؤ بالنية الحقيقية وفقاً لمنتقدي هذه التكنولوجيا في أنها تؤدي إلى اتخاذ قرارات مملوءة بالأخطاء ومنحازة في مجالات حساسة للغاية مثل التعليم والشرطة والتوظيف ومراقبة الحدود.

وأشارت فاينانشل تايمز إلى أن قضية حق الشخص في الخصوصية فيما يتعلق بمشاعره، عرضت مؤخراً من خلال لوائح اقترحها الاتحاد الأوروبي على منظمة العفو الدولية. وعرّفت تقنية التعرف على المشاعر على أنها تقنية “عالية المخاطر” وجرى التشديد على ضرورة الحصول على موافقة صريحة من أولئك الذين يجري استخدام هذه التكنولوجيا عليهم.

وعلى الرغم من ذلك فإنه في كثير من الأحيان لا يمكن الوصول إلى كل الشركات التي تستخدم هذه الأدوات، إذ تستخدم غالباً من دون إفشاء ولا الحصول على الموافقة.



الذكاء الاصطناعي سيكون قادرا على “قراءة الافكار”!

طور علماء تابعون لجامعة كارنيجي ميلون الأمريكية خوارزميات خاصة، تساعد على تحليل معلومات تخطيط الدماغ وتخمين ما يفكر به الشخص.

هل يتمكن الذكاء الاصطناعي من قراءة مشاعر البشر؟  ووفقا للعلماء فإن “الخوارزميات الجديدة ستساعد منظومات الذكاء الاصطناعي على تخمين ما يفكر به الأشخاص، من خلال تفسير الإشارات التي يصدرها الدماغ”.


ولتطوير تلك الخوارزميات قام العلماء ببرمجتها ببيانات معينة، تحوي معلومات عن إشارات لأدمغة البشر كانوا قد جموعها مسبقا باستخدام أجهزة الرنين المغناطيسي، وتفسير كل إشارة، وبالتالي ستكون الخوارزمية قادرة على تحليل أي تخطيط مستقبلي للدماغ وتفسير آلية التفكير.


وأشار العلماء إلى أنهم قاموا باختبار هذه المنظومة على نحو 250 شخصا، حيث أظهرت الاختبارات فعالية الخوارزميات على تحليل الإشارات الدماغية بنسبة 87%.


يذكر أن العلماء في السنوات الأخيرة بدأوا يولون اهتماما كبيرا لمسائل الذكاء الاصطناعي وتطوير أدواته، حتى أن بعض الدراسات أكدت أن أداء هذه التكنولوجيا، في غضون السنوات الـ10 المقبلة، سيفوق أداء الإنسان في ترجمة اللغات وقيادة الشاحنات وحتى كتابة الكتب.



ذكاء صناعي يحول أفكار دماغك نصوصا مكتوبة

يستعمل أقطاب كهربائية مزروعة في المخ وبلغت دقته 97 في المئة


طوّرت مجموعة من العلماء نظاماً في الذكاء الصناعي باستطاعته ترجمة أفكار شخص ما إلى نص عبر تحليل نشاط الأعصاب في دماغه


ابتكر باحثون من جامعة “كاليفورنيا” الأميركية في سان فرانسيسكو ذلك الذكاء الصناعي بغية التعرّف إلى شيفرة تتعلّق بما يصل إلى 250 كلمة في الوقت الفعلي للتفكير بها، من ضمن مجموعة جمل تتراوح بين 30 و50 جملة.


وفي التفاصيل أنّ الباحثين عملوا على تدريب برامج حاسوبية باستخدام إشارات عصبيّة آتية من أربع نساء كانت قد زُرِعَتْ أقطاب كهربائية في أدمغتهنّ أصلاً بهدف رصد النشاط العصبي الكهربائي المتصل بنوبات صرع كُنَّ يُكابدنها.


وفي سياق التجربة المُشار إليها آنفاً، قرأت المتطوِّعات جملاً كاملة بصورة متكرِّرة وبصوت مرتفع، فيما عمل الباحثون على تغذية الذكاء الصناعي ببيانات الدماغ بغية التعرّف إلى الأنساق التي يُمكن ربطها مع كلمات محددة. في النتيجة، لم يتعدَّ متوسط معدل الخطأ في الكلمات عبر كل مجموعة مكرَّرة، الـ3 في المئة.


“بعد مرور 10 أعوام على التعرّف للمرّة الأولى إلى الشيفرة التي يستخدمها الدماغ أثناء صنع الكلام، بقيت الدقة والسرعة أدنى بأشواط بالمقارنة مع الكلام الطبيعي”، وفق ما توضحه دراسة تتضمّن تفاصيل البحث نُشرت الأسبوع الحالي في مجلة “نيتشر نيوروساينس”.


وتضيف الدراسة، “استناداً إلى تطوّرات شهدتها الترجمة الآلية في الآونة الأخيرة، درّبنا شبكات [إلكترونية ذكية تعمل بطرق مماثلة لعمل الأعصاب عند البشر] متكرَّرة على تشفير التسلسلات الكهربائية المتصلة بنشاط في أعصاب الدماغ، كل واحدة منها بطول جملة كاملة. وكذلك دُرِّبَتْ تلك الشبكات على صياغة تلك الشيفرات في أشكال مجرّدة تمثّلها. وفي خطوة تالية، جرى العمل على تفكيك شيفرة تلك التمثيلات المجردة، وتحويل كل شكل منها إلى جملة في اللغة الإنجليزية”.


في الواقع، يُقدَّر متوسِّط المفردات المتكررة الاستعمال للشخص الذي يتحدّث اللغة الإنجليزية بحوالى 20 ألف كلمة، ما يعني أنّ ذلك النظام [من الذكاء الصناعي] أمامه شوط طويل قبل أن يتمكّن من استيعاب الكلام العادي.


في المقابل، لا يعرف الباحثون المدى الذي يستطيع ذلك النظام أن يرتقي إليه، بصورة محددة، إذ يستند النظام إلى تفكيك التشفير لتعلّم بنية الجملة ثم استخدامها من أجل تحسين توقّعاته [بشأن العلاقة بين النشاط الكهربائي في الدماغ والكلمات التي يصنعها]. واستطراداً، يعني ذلك أنّ كل كلمة جديدة تزيد عدد الجمل المُحتملة [التي يمكن أن تُستخدم فيها]، وتُخفّض تالياً الدقة الإجماليّة للنظام.


وفق كلمات الدراسة، “على الرغم من أنّنا نود أن يتعلّم [نظام] تفكيك الشيفرة [العلاقة بين الكلمات والجمل من جهة، والنشاط المرتبط بها في الدماغ من الجهة الأخرى] ويستفيد أيضاً من انتظام اللغة، يبقى علينا تبيّن حجم البيانات المطلوب من أجل توسيع نطاق عمل النظام انطلاقاً من لغاتنا [الفردية] الصغيرة إلى شكل أكثر شمولاً من اللغة الإنجليزية”.


ومثلاً، يمكن أن تتجسّد إحدى الإمكانيات في دمج ذلك النظام من الذكاء الصناعي مع تقنيات ما يُسمّى “الواجهة المشتركة بين الدماغ والحاسوب”، التي تَستعين بأنواع مختلفة من الرقاقات الإلكترونية القابلة للغرس في الدماغ، إضافةً إلى أنواع عدّة من خوارزميات المعلوماتية [الخوارزمية تشير إلى سلاسل متصلة من معادلات الرياضيات تستند إليها برامج الكمبيوتر والمعلوماتية].


في العام الماضي، زعم تقرير صدر عن هيئة “الجمعية الملكية” بريطانيا، أنّ الواجهات الإلكترونية المتطورة [التي تعمل بطريقة تشبه عمل الشبكات العصبية] المتخصصة في الربط بين العقول البشرية وأجهزة الكمبيوتر، ستمنح البشر قدرة على التخاطر بين بعضهم بعضاً [بمعنى أن يتفاهم شخص مع آخر عبر نظام كمبيوتر متطوّر، من دون الحاجة الى التخاطب المباشر بينهما].

وأشار التقرير إلى تقنيات قيد التطوير تعمل عليها شركة “نيورالينك” الأميركية الناشئة والمتخصصة في التكنولوجيا العصبية وقد أسسها [المستثمر الشهير] إيلون ماسك، بالتعاون مع “فيسبوك”. ويصف الطرفان الوصول إلى مرحلة التخاطر بين الأشخاص الموصوفين بأنهم “سايبورغ” [بمعنى أنّهم أشخاص زُرعت في أجسادهم رقاقات إلكترونية]، بأنها “الموجة الرائعة التالية في الحوسبة المتمحورة حول الإنسان”.


آنذاك، قدَّرت “الجمعية الملكيّة” أنّ مثل تلك الواجهات ستشكِّل “خياراً فعلياً لعلاج أمراض على غرار آلزهايمر، في غضون عقدين”.


وأضاف تقرير صدر في ذلك الشأن، أنّ الأفراد ربما سيصبحون قادرين على التخاطر إلى حدّ ما، وعلى التخاطب ليس من دون التحدّث فحسب إنّما من دون الحاجة إلى كلمات، فيما يطوِّر العلماء تطبيقات مستقبلية أخرى أيضاً، قد تسمح للأشخاص بأن يتذوّقوا ويتعرّفوا على الروائح افتراضياً، بعيداً من اختبار الإحساس الجسدي للحاستين فعلاً.


ووفق كلمات التقرير، “باستطاعة شخص ما في عطلة أن يبثّ “بطاقة بريدية عصبيّة” عمّا يراه أو يسمعه أو يتذوّقه، كي تصل إلى ذهن صديق له في الوطن”.

© The Independent

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.