دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

أحلام البشر ستكون لوحات إعلانية بواسطة تكنولوجيا جديدة

التقنية التي يتم استخدامها بهذه التجارب تسمى “حضانة الحلم”

852

من منا لم يشاهد فيلم الخيال العلمي “إنسيبشن” (Inception) المنتج عام 2010 بطولة ليوناردو دي كابريو.. وكتابة وإخراج كريستوفر نولان. حيث تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الجواسيس التابعين لإحدى الشركات بالقيام بالتخطيط لسرقة وتدمير شركة منافسة بواسطة زراعة أفكار محددة بأحلام وريث ومدير تلك الشركة وهو نائم. فلقد تمكنوا من خلال تكنولوجيا متطورة من سرقة عقله.. وزراعة ما شاؤوا من أفكار في ذهنه بعد أن نجحوا في الإندساس إلى أحلامه. لقد كان هذا فيلما للخيال العلمي المستحيل أو هكذا كنا نعتقد.. لكن الآن لم يعد الأمر كذلك بل أصبح واقع حقيقي وملموس.. فقد نبهت مجموعة تتكون من أربعين عالما من 11 دولة مختلفة في العالم.. من نوع جديد استجد من الإعلانات التجارية حاولت فيه الشركات التلاعب في أحلام البشر.

إعادة هيكلة الأحلام

حيث قام مجموعة من العلماء باتهام كل من الشركات: “كورز لايت” (Coors Light) و”مايكروسوفت” (Microsoft) و”سوني” (Sony) و”بيرغر كينغ” (Burger King) بممارسة عدة طرق لإعادة هيكلة وتصميم مضمون أحلام البشر.. وهو الأمر الذي حث ما يقارب أربعين من علماء النوم والدماغ لكتابة رسالة مفتوحة في يونيو/حزيران الماضي، مضمونها زيادة الرقابة الحكومية على هذه التجارب.

حيث قال العلماء في رسالتهم “بصفتنا باحثين في مجال النوم والأحلام وعلوم الدماغ، فإننا نشعر بقلق كبير بخصوص خطط الترويج التي تقوم بإنتاجها بعض الشركات التي تهدف إلى تحقيق مكاسب ربحية على حساب التطفل في أحلام الناس الطبيعية. ونحن نطالب بإتخاذ إجراءات استباقية وسياسات احتياطية جديدة بهدف منع هذه الشركات من التلاعب بأحد الملاذات الآمنة لعقولنا وهي أحلامنا”.

كما تضمنت قائمة العلماء أساتذة من أشهر وأكبر المعاهد والجامعات مثل هارفارد وكامبريدج وكاليفورنيا الأميركية.. ومونتريال الكندية، وريو دي جانيرو البرازيلية.. وموناش الأسترالية، ومعهد تكنولوجيا النوم والأحلام الألماني، وجامعة لاند السويدية.. ومعهد باريس لأبحاث الدماغ الفرنسي.. وغيرها من كبار المعاهد والجامعات في العالم.

وظهر مقطع فيديو في فبراير/شباط الماضي،حيث تعاونت شركة “كورز لايت” مع أحد الباحثين من جامعة هارفارد وقاموا بزراعة إعلان في أحلام مشاركين متطوعين.. والذي كانت التجربة إعلان لأحد منتجات الشركة. وفي وقت آخر قالت الشركة إنها تعاونت في الإعلان مع ممثلين مدفوعي الأجر.. من جهة أخرى يقول الباحثين أن العلم الأساسي المستخدم في التجربة حقيقي جدا.

كذلك قالت الدكتورة سارة ميدنيك.. باحثة علوم النوم في جامعة كاليفورنيا والتي وافقت ووقعت على الرسالة المفتوحة “هناك الكثير مما يثير للقلق”.

وأفادت في تصريحات نقلتها منصة “10 نيوز” ((10 news يوجد العديد من الدراسات التي تثبت أنه يمكننا الدخول إلى تلك المنطقة أثناء نوم شخص ما.. وتثبيت ما نريد من أفكار من دون علمه حين يصحو.

حضانة الأحلام

تسمى التقنية المستخدمة بهذه التجارب بحضانة الحلم” (dream incubation). وفي الواقع فإن محاولة تجريب الإنسان التلاعب بالأحلام ليس أمرا جديدا. فقط قام البشر باكتشاف طرقا عدة للتأثير على أحلامهم منذ آلاف السنين ومؤخرا طور العلماء أدوات للقياس تمكن من قياس هذا التأثير. ومعرفة مدى القدرة على تبديل مضمون أحلام شخص ما بعد أن يدخل في نوم عميق.

كما أكدت الدكتورة ميدنيك “الإنسان بشكل عام أكثر عرضة للتأثر خلال وقت الحلم مما هو عليه أثناء الصحو”.

ففي وقت النوم يقرر دماغنا ما الذكريات التي يجب الاحتفاظ بها، وأيها يجب التخلص منه.. وهل تعلم أن العلماء يستطيعون التأثير على هذه العملية بطرق عدة سواء عن طريق إدخال الأصوات أو الروائح أو وميض الضوء أو حتى الكلام في اللحظات الجازمة من النوم.

وبينت “أن النوم لا يقتصر على معالجة الذكريات وتحويلها إلى أحلام فحسب، بل إن النوم أيضا يكون فترة مفتوحة يمكنه الوصول إلى منطقة الذكريات والتحكم بما سيتم تذكره بعد الاستيقاظ”.

وفي الواقع فإن “كورز ليست” هي الشركة الوحيدة التي تقوم باستخدام الأحلام في الدعاية لمنتجاتها التجارية.. فقد استخدمت “أكس بوكس” (Xbox’s) التابعة لمايكروسوفت هذه التقنيات لمنح اللاعبين المحترفين أحلام ألعاب الفيديو المفضلة لديهم.. وأيضا فعلت ذلك “بلاي ستيشن” (Playstation) التابعة لشركة سوني التي استخدمت تقنية حضانة الأحلام في أحد ألعابها، كما ذكره العلماء في رسالتهم.

ومن ناحية إيجابية يمكن استخدام هذه التقنية لغايات مفيدة أيضا مثل الأغراض العلاجية. فقد أثبتت دراسة علمية أن تقنية “حضانة الأحلام” ساعدت مدمني التدخين على استهلاك عدد أقل من السجائر لمدة تصل إلى 7 أيام، ويمكن لهذه التقنيات علاج بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

وأشارت الأبحاث العلمية إلى أن الأحلام أرض وفيرة يمكن القيام باستغلالها للإعلانات التجارية.. فقد أثبتت دراسة علمية أخرى أجريت عام 2019 أن الأشخاص الذين راودتهم أحلام بإعلان ما أثناء نومهم قاموا بالتخطيط مسبقا لشراء ذاك المنتج الذي حلموا به بنسبة 27.5% أكثر من الذين لم يحلموا بذاك الإعلان.

الغرب المفترس

إلى هذا الوقت فقد استخدمت الشركات هذه التقنيات في التجارب فقط حسب ما يقولون.. لكن ميدنيك والكثير غيرها من العلماء منزعجون للغاية من إمكانية استخدام هذه التقنيات قريبا على البشر من دون علمهم.. وللتنويه والتذكير في الولايات المتحدة فقط هناك أربعين مليون شخص لديهم مكبرات صوت ذكية في غرف نومهم.

وتوضح ميدنيك أن “نظام نيست” (Nest system) الذي يتم استخدامه في المنازل الذكية -على سبيل المثال- يعرف متى تنام..” فقد يتحكم في مكبرات الصوت الخاصة بك.. ويتحكم بدرجة حرارة الغرفة، كما أنه يتحكم في نوع المعلومات التي يمكن أن تأتي إلى عقلك أو تخطر ببالك”.

وتقول ميدنيك إن لدى لجنة التجارة الفدرالية قانون ضد الإعلانات التي تستهدف اللاشعور للناس حين يكونوا مستيقظين، ولكن هذه القوانين لا تنطبق على النائمين.. “أي لا توجد سلطة قضائية على النوم.. إنه الغرب المفترس.

وتطالب هي وبقية العلماء الموقعين على اللائحة سن قوانين جديدة “قبل أن تصبح أحلامنا لوحات إعلانية”.

100%
رائع جداً

أحلام البشر ستكون لوحات إعلانية

  • يرجى تقييم هذا المقال
اترك رد
محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.