أوروبا تتأهب بلقاحات جديدة ضد متحورات كورونا في الشتاء
مع اقتراب فصل الشتاء يزداد القلق من الإصابة بفيروس كورونا خاصة مع توقع الخبراء موجات عدوى جديدة هذا الشتاء. وهو ما دفع إلى طرح لقاحات جديدة مضادة لأوميكرون على شكل جرع تعزيزية ضد متحورات فيروس كورونا.
تحث المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء على الاستعداد لموجات جديدة من كورنا في الخريف والشتاء المقبلين وذلك من خلال توزيع لقاحات مقاومة لمتحور أوميكرون تم اعتمادها حديثا.
فبعد أيام فقط من التوصية باستخدام لقاحات معززة لمواجهة متغير أوميكرون BA.1 الأقدم، أوصت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) أيضًا بالتعزيزات المحدثة لمتغيرات BA.4 / 5.
وهذه المتحورات هي الأكثر انتشارا حاليا من كورنا وأكثر عدوى من سابقيها، لقدرتها على خداع نطام المناعة.
لكن بشكل عام تبقى الإصابات بمتحور BA.4 و BA.5 أقل حدة، كما أن عدد المرضى الذين يعانون من أعراض خطيرة مقارنة بموجة دلتا السابقة قد تراجع وفقًا لتورستن فيلدت رئيس قسم في مستشفى دوسلدورف الجامعي. وأضاف فيلدت: “مع ذلك، يأتي المرضى الجدد إلينا كل يوم. يوجد حاليًا ما بين 20 و 30 مصابًا في وحدات العناية العادية، وحوالي خمسة إلى عشرة حالات في وحدات العناية المركزة”.
الأولوية لكبار السن والأمراض المزمنة
المعززات المحدثة هي لقاحات “ثنائية التكافؤ” مما يعني أن مرسال الحمض النووي الخاص بها يتكون من جزأين أحدهما لسلالة كوفيد الأصلية والآخر مشترك بين كل من المتغيرات BA.4 و BA.5.
ومن المتوقع أن يوفر هذا النوع من الجرعة المعززة حماية أفضل ضد متغيرات أوميكرون الرئيسية المتداولة . كما أن آثارها الجانبية لا تختلف عن لقاحات COVID السابقة من مودرنا وفايزر.
وأوصى المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها بأن يتم اعطاء المعززات الجديدة أولاً لأشخاص المهددين بالإصابة بأمراض خطيرة، ويشمل ذلك من تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثروالذين يعيشون أو يتلقون الرعاية من دور رعاية المسنين والعاملين الصحيين وموظفي التمريض والرعاية الاجتماعية وأولئك الذين يعانون من نقص المناعة أو الحالات المزمنة الأخرى التي تزيد من خطر تعرضهم لأمراض خطيرة ، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والأوعية الدموية أمراض الجهاز التنفسي المزمنة ، وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها
علاوة على ذلك ، ستقرر كل دولة في الاتحاد الأوروبي بشكل فردي كيفية طرح هذه اللقاحات المعززة.
ولا يزال من غير الواضح متى ستتوفر هذه اللقاحات في ألمانيا، ومن هم الأشخاص بالتحديد الذين سيحصلون عليها أولا، لكن وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ قال إنه يتوقع أن تتوصل لجنة التطعيم في البلاد الخميس المقبل إلى اتفاق بشأن كيفية المضي قدمًا في هذا الأمر.
وتابع لوترباخ: “نحن بحاجة إلى توصية بشأن اللقاحات المعدلة، وهذا واضح تمامًا. وأعتقد أننا سنحصل على ذلك.”
الحاجة للقاحات جديدة
وتعتبر لقاحات COVID الأصلية أقل فاعلية ضد المتغيرات الجديدة لأن الأجسام المضادة التي تساعد في إنتاجها تواجه صعوبة في التعرف على البروتينات الشوكية لطفرة BA.4 و BA.5.
لكن رغم ذلك تبقى اللقاحات الأصلية فعالة في الوقاية من الأمراض الخطيرة المرتبطة بـ COVID وتحمي من الوفاة ، لكن التغييرات في بروتين سبايك لهذه للطفرات الجديدة تتطلب إصدارًا محدثًا من اللقاحات.
في أواخر الشهر الماضي وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على الاستخدام الطارئ للمعززات المحدثة من مودرنا وفايزر التي تستهدف على وجه التحديد متغيرات BA.4 و BA.5. حيث تمت الموافقة على لقاح مودرنا لأي شخص يتجاوز عمره 18 عامًا ولقاح فايزر لأي شخص هو أكبر من 12 عامًا. ويتم إعطاء جرعة واحدة في كلتا الحالتين.
يذكر أن سلالات BA.4 / 5 تشكل الآن معظم الإصابات في الولايات المتحدة وأوروبا.
موديرنا تساهم في تطوير لقاحات تعتمد على الحمض الريبوزي
في خطوة من شأنها تعزيز الإنتاج والوصول للدول الفقيرة، وافقت شركة “موديرنا” الأمريكية الشهيرة على استخدام لقاحها ضد فيروس كورونا من أجل تطوير لقاحات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي.
سمحت شركة موديرنا الأمريكية للأدوية باستخدام لقاحها ضد فيروس كورونا، في جهود منظمة الصحة العالمية لتطوير لقاحات تعتمد على الحمض النووي الريبوزي، وهذا من شأنه تعزيز الإنتاج والوصول للدول الفقيرة.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن بيترو تربلانش، المدير الإداري لشركة “افريجين” لعلوم الأحياء واللقاحات في جنوب أفريقيا القول، إن الشركة، التي تعمل مع منظمة الصحة العالمية،استخدمت لقاح موديرنا في دراسات مقارنة على الفئران لاختبار فعالية لقاحاتها.
وقد تباطأ الطلب على لقاحات كورونا في أنحاء العالم، حيث تسببت المتحورات الأحدث في الإصابة بأعراض أقل حدة، مع ذلك الكثير من الأشخاص في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل مثل جنوب أفريقيا لم يحصلوا بعد على اللقاح، وبذلك هم معرضون بصورة أكبر للإصابة بكورونا.
وبمساعدة موديرنا، تسعى شركة “افرجين” لتطوير لقاح يتم تصنيعه في ما لايقل عن 15 منشأة إنتاج حول العالم برعاية مركز نقل تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي التابع لمنظمة الصحة العالمية في كيب تاون.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.