شعبية غير مسبوقة.. كيف عززت المسلسلات مكانة تركيا في أمريكا الجنوبية؟ رغم آلاف الأميال التي تفصل بين تركيا وقارة أمريكا الجنوبية، تلقى الدراما التركية رواجاً هائلاً في بلدان أمريكا الجنوبية، عززت من مكانة تركيا وثقافتها وساهمت بشكل كبيرة في الترويج للصادرات والسياحة والاقتصاد في تركيا. خلال الـ 20 سنة الأخيرة، شهدت السياسة الخارجية التركية تحولاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. وأظهرت أنقرة عنصر قوتها الناعمة بطرق مختلفة، لا سيما مع المؤسسات والمنظمات العاملة في أجزاء كثيرة من العالم، في قطاعات مثل المنح التعليمية والمساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى المسلسلات التلفزيونية . وعن الاهتمام الكبير الذي تحظى به المسلسلات التركية في دول أمريكا الجنوبية، قال جاوش أوغلو خلال زيارته للبرازيل، “عندما كنت طفلاً، كان الجميع يشاهد المسلسلات التلفزيونية البرازيلية وفي تلك السنوات”. وأشار إلى أن كل شيء بالطبع يتغير مع مرور الوقت، منوهاً إلى أن المسلسلات التركية تُشاهد في البرازيل وأمريكا اللاتينية وتحقق أرقاماً قياسية في المتابعة. أصل الحكاية كان المسلسل التركي الذي يحمل اسم “العشق الممنوع – Aşk-ı Memnu” (النسخة القديمة)، بمثابة أول مسلسل تلفزيوني يصدر إلى الأسواق الخارجية عندما عُرض في فرنسا عام 1981. ومع ذلك، لم تحقق المسلسلات التركية تقدماً ملحوظاً إلا مع بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. فبعد انفتاحها على أسواق الشرق الأوسط وانتشارها بسرعة، حققت المسلسلات التركية نجاحاً كبيراً أيضاً في البلقان في وقت قصير. فيما وصلت عائدات صادرات المسلسلات التلفزيونية إلى الأسواق العالمية، التي بلغت 100 ألف دولار عام 2008 ، إلى 500 مليون دولار مع اقتراب عشرينيات القرن الحالي. وتتوقع غرفة تجارة إسطنبول أن تبلغ صادرات المسلسلات التركية في عام 2023 مليار دولار على الأقل. ووفقاً لبيانات (Eurodata)، وهي شركة بحثية تحلل البرامج التلفزيون في جميع أنحاء العالم، فإن 25% من المسلسلات الدرامية والخيالية التي تستوردها البلدان هي منتجات منشؤها تركيا. في البداية حظيت المسلسلات التركية باهتمام في المناطق ذات التقارب التاريخي والثقافي، لكنها انتشرت إلى مناطق جغرافية مختلفة بمرور الوقت. وباتت تجذب انتباه أكثر من 700 مليون مشاهد من روسيا إلى الصين ومن كوريا إلى أمريكا الجنوبية.