علاج يعيد بناء العضلات المفقودة خلال مرحلة الشيخوخة
يؤثر مرض ضمور العضلات على ما يصل إلى 16% من سكان العالم المتقدمين في السن وهو أحد العوامل الرئيسية في فقدان الاستقلال والاضطرار للاعتماد على مساعدة الغير أو استخدام وسائل ومعدات طبية. ويرتبط فقدان كتلة العضلات ووظيفتها أو قوتها، ويعد سببًا رئيسيًا وراء العديد من حالات السقوط لكبار السن وضعف الحركة والتدهور الوظيفي. كما أنه لا يوجد حتى الآن “علاج” أو علاجات لوقف تطوره، ناهيك عن عكسه، وتعتمد معظم التدخلات على إبطاء فقدان كتلة العضلات من خلال تغيير نمط الحياة والنظام الغذائي، وفقا لما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS
استعادة الخلايا العضلية الضامرة
أما الجديد فهو أن علماء في معهد دايغو جيونغ بوك للعلوم والتكنولوجيا DGIST في كوريا الجنوبية نجحوا في تطوير علاجًا كهربائيًا حيويًا جديدًا أعاد الخلايا العضلية لدى الفئران المسنة، وأعربوا عن ثقتهم بأنه سيكون له تأثير مماثل في النماذج البشرية.
وقال الباحث الرئيسي مينسوك كيم، أستاذ في قسم علم الأحياء الجديد في معهد دايغو جيونغ بوك: “لقد ارتفع عدد المرضى الذين يعانون من ضمور العضلات مؤخرًا بسبب القيود المفروضة على الأنشطة الاجتماعية بسبب وباء كوفيد-19 وشيخوخة سكان العالم”، مؤكدًا أنه، لأول مرة، يوجد إمكانية تطبيق الطب الكهربي الحيوي لعلاج ضمور العضلات، وهو مرض لا يوجد علاج له حاليًا.
التحفيز الكهربائي
وأضاف كيم أنه وفريقه البحثي تمكنوا أيضًا من تحديد ظروف التحفيز الكهربائي المثالية لاستعادة العضلات كدالة للعمر، مما قد يؤدي إلى نقلة نوعية في تطوير علاجات العلاج الكهربائي الشخصية.
المستوى الأمثل لكتلة العضلات
قام الفريق بتطوير منصة فحص تعتمد على التحفيز الكهربائي تعتمد على الرقاقة الحيوية لخلايا العضلات البشرية المتقدمة في السن. وباستخدام هذا، تمكنوا من تحديد الظروف المثالية للتحفيز الكهربائي، التي تساعد على تجديد خلايا العضلات المتقدمة في السن. في حين أن التحفيز الكهربائي يمكن أن يؤدي إلى إتلاف العضلات، فقد توصل الباحثون إلى المستوى الأمثل الذي يمكن أن يساعد في الحصول على تفاعل إيجابي مع إشارات الكالسيوم والشيخوخة والتمثيل الغذائي، بخاصة وأن استعادة إشارات الكالسيوم في العضلات الهيكلية القديمة يمكن أن تؤدي إلى تضخم، أو زيادة في كتلة العضلات.
تحسين وظيفة العضلات
وأظهرت التجارب حدوث ارتفاع طفيف في قوة انقباض العضلات وتكوين الأنسجة، مما يشير إلى أن العلاج لم يعد بناء الكتلة فحسب، بل أدى إلى تحسين الوظيفة. وعلى الرغم من كونه أوليًا، يعتقد فريق الباحثين أنه يمكن أن يغير الطريقة التي يتم بها استخدام التحفيز الكهربائي حاليًا.
تقنية الفضة الكهربائية
وأشار فريق الباحثين في الدراسة إلى أنه “في الوقت الحالي، تم استخدام العديد من أجهزة تحفيز العضلات الكهربائية في المستشفيات والمنازل دون مراعاة ظروف التحفيز المثالية”، واقترحوا “أنه يجب يكون هناك تطبيق للتحفيز الكهربائي بشكل محدد لعلاج ضمور العضلات بسبب التقدم في العمر لتحقيق أقصى قدر من التأثير مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية”.
وأعرب الباحثون عن رغبتهم في أن يتم تسمية تلك التكنولوجيا “تقنية الفضة الكهربائية”، مشيرين إلى أنه “من المحتمل أن تكون نتائج الدراسة [الجديدة] أساسًا لتطوير الطب الكهربي الحيوي المخصص لمرض ضمور العضلات”.
التعليقات مغلقة.