دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

أبرز الأحداث المتوقعة لعام 2022 في تركيا

841

أبرز الأحداث المتوقعة لعام 2022 في تركيا 

مع نهاية “العام الاستثنائي”.. ما الذي يحمله 2022 لتركيا؟

يعتبر عام 2021 استثنائيا بالنسبة لتركيا، التي عاشت في أشهره الـ12 العديد من التحولات والتطورات والأزمات، على مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، سواء تلك المتعلقة بالحياة الداخلية من جهة والعلاقات الخارجية مع بقية الدول من جهة أخرى.

وبينما طغت لغة الاقتصاد على المشهد الداخلي العام ككل وإلى جانبها تصاعدت حدة الاستقطاب ما بين الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) وحليفه وباقي أحزاب المعارضة طرأت “تحولات جذرية” على صعيد علاقات أنقرة الخارجية مع دول كانت تصنف ضمن قوائم “الخصوم والأعداء”.

ومنذ الشهر الأول لـ2021 صعّدت أحزاب المعارضة على رأسها “حزب الشعب الجمهوري” من نبرة انتقادها للحكومة التركية، وحاولت اللعب بذلك على أكثر من وتر، وخاصة ذاك الذي يلتمس حياة المواطن التركي (لقمة العيش).

وفي الوقت الذي طالبت فيه مرارا بضرورة إجراء انتخابات مبكرة، حركّت في جزء آخر قضية اللاجئين السوريين في البلاد وقضايا أخرى مرتبطة بـ”الفساد”، فيما ذهبت مؤخرا لتصدير أزمة الليرة التركية على جدول الأعمال اليومي، لتكون الأكثر تداولا، خلال الأشهر الأربعة الماضية.

في المقابل، التزم الحزب الحاكم وحليفه (الحركة القومية) بمسار وحيد، حيث رفضا إجراء أي انتخابات مبكرة، وأصرا أنها ستكون في موعدها بـ2023 على أن يكون المرشح الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان.

أما فيما يتعلق بأزمة الليرة فقد غرد إردوغان خارج النظريات، من خلال سياسة اقتصادية غير تقليدية، كانت آخر حلقاتها الأداة المالية التي أعلن عنها فجأة.

وتتيح هذه الأداة تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالعملة المحلية، وكانت قد انعكست تفاصيلها بالإيجاب على سعر صرف الليرة التركية، بعد وصوله إلى مستوى قياسي في سوق العملات الأجنبية.

“لن يختلف كثيرا”

يتفق محللون وباحثون سياسيون  أن العام المقبل قد لا يختلف كثيرا بتفاصيله عن العام الذي سبقه (2021)، سواء من زاوية الأزمات على رأسها المتعلقة بالليرة، أو من بوابة السياسية الخارجية وحالة الاستقطاب الداخلي المفروضة.

في 2022، يقول الباحث السياسي التركي، هشام جوناي: “سيتم مواصلة اتباع البرنامج الاقتصادي الذي أعلنه عنه الرئيس إردوغان”.

ويضيف الباحث : “أظن أن العام المقبل سيكون عاما صعبا بالنسبة للمواطن التركي، لأن جميع القرارات التي تم اتخاذها كان لها نتائج إيجابية محدودة، وبالتالي قد نشهد عودة الأزمات لاحقا”.

وفي بداية 2021 كان سعر صرف الليرة في سوق العملات يساوي 7 ليرات ونصف مقابل الدولار الأميركي الواحد، أما في الوقت الحالي يتجاوز حد 13 ليرة.

ويتابع جوناي: “على مدار العام كان هناك صعود لأسعار العملات أمام الليرة، وهو ما سينعكس على أرقام التضخم. في يناير المقبل ستعلن هذه الأرقام وبناء على ذلك سيتم تحديد الرواتب للموظفين الحكوميين”.

من جهته، يقول أستاذ الإدارة المالية في جامعة باشاك شهير، الدكتور فراس شعبو: “عام 2021 كان سيئا على الليرة، والتي وصلت في بعض المراحل إلى حاجز 18 مقابل الدولار”.

لكن ورغم ذلك يشير شعبو إلى أن “الاقتصاد ككلل شهد طفرات عل صعيد التصدير والإنتاج، إضافة إلى حسن التعامل مع التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا”.

ويتوقع الباحث الاقتصادي أن يكون العام المقبل “مزدهرا بالنسبة للاقتصاد”، على عكس مسار الليرة التركية، والذي لن يكون “على نحو إيجابي”.

ويوضح ذلك بالقول: “لأن سياسات خفض الفائدة مستمرة وذلك سينعكس على قيمتها. سوف تعاود التدهور مجددا على صعيد معين، خاصة مع وجود خوف وقلق دولي من السياسات التركية”.

ويرتبط مستقبل تركيا على الصعيد المالي بمدى نجاح سياسة الحكومة، وبحسب الباحث: “في حال نجاحها تكون تركيا قد وضعت نظرية فريدة، بينما في حال الفشل ستدخل في تضخم لا نهاية له”.

“أسئلة دون إجابات”

تركت الأشهر الـ12 الماضية عدة أسئلة دون إجابات، وبالتالي قد يتضح جزء منها في عام 2022.

ومن هذه الأسئلة، هل ستكون هناك انتخابات مبكرة؟ من سيتحالف ضد من؟ ومن سيكون منافسا لإردوغان؟، إضافة إلى أن الحصة الأكبر من حظوظ الشارع لمصلحة من ستكون؟.

وعلى عكس السائد قبل عدة سنوات، وبحسب المعطيات المفروضة سادت “أجواء انتخابية مبكرة” في تركيا عام 2021، وهو ما أكدته الاستعدادات التي أبدتها الأحزاب السياسية، سواء الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) وحليفه من جهة وأحزاب المعارضة التركية في مقدمتها “حزب الشعب الجمهوري”، من جهة أخرى.

وكان ملاحظا قبل عام تركيز المعارضة على توجيه الاتهامات للحزب الحاكم، سواء تلك المرتبطة بالسياسة الداخلية للبلاد، أو التي تصب في إطار الوضع الاقتصادي العام.

في المقابل التزم “العدالة والتنمية” وحليفه “الحركة القومية” في مسار لم يخرج عن إطار الاستعدادات أيضا، لكن بصورة مختلفة، حيث أكد على خطواته المرتبطة بتعديل الدستور، والإجراءات المرتبطة بتنظيم الانتخابات.

هذان المساران أفضيا إلى حالة باتت مزمنة من “الاستقطاب الداخلي”، ووفق محللين يحاول كل طرف سياسي الآن توجيه بوصلة الشارع الداخلي لجهته.

ماذا عن الداخل؟

في غضون ذلك وبينما يقول الباحث السياسي، هشام جوناي إن “الاستقطاب السياسي يعتبر أحد ركائز حزب العدالة والتنمية”، ينفي آخرون هذه الفكرة.

ويضيف جوناي: “هذا الاستقطاب بدأ يعمل في الوقت الحالي على القومية أكثر. هناك اتهامات لأحزاب المعارضة بالإرهاب، لاسيما حزب الشعوب وحزب الشعب الجمهوري”.

وكانت وزارة الداخلية التركية قد بدأت عملية تحقيق بشأن مزاعم توظيف بلدية إسطنبول الكبرى عناصر محسوبة على منظمات إرهابية، فيما هاجم إردوغان، رئيس البلدية أكرم إمام أوغلو، متهما بفصل موظفين وتعيين موظفين “إرهابيين” بدلا منهم.

وبحسب جوناي ورغم الكثير من الآراء التي تشير إلى احتمال إجراء انتخابات مبكرة في 2022، إلا أن الواقع قد يقود إلى غير ذلك.

ويعتقد الباحث أن “إردوغان إذا لم يكن واثق تماما من الفوز فلن يقدم على هكذا خطوة”.

وكان 2021 قد شهد تزايدا في عدد استطلاعات الرأي العام بين اليوم والآخر.

وفي الوقت الذي أشار البعض منها إلى انخفاض ملحوظ في شعبية الحزب الحاكم ورئيسه إردوغان، قدمت أخرى رواية متناقضة، حيث أكدت أرقامها بقاء الأخير في صدار الترتيب قياسا بباقي الشخصيات السياسية.

ويشير الدكتور أحمد أويصال، مدير مركز أورسام لدراسات الشرق الأوسط، إلى أنه وعلى الرغم من المشاكل التي شهدها الداخل في عام 2021، “إلا أن الحكومة التركية تمكنت من حلّها وخاصة مسار الليرة أمام الدولار”.

ويقول أويصال في الأشهر الماضية كان هناك حديث عن الانتخابات المبكرة لكن لا أحد يتوقعها، بل على العكس الجميع ينتظرها في 2023″.

ولا يتوقع المتحدث “تغيرا كبيرا في العام المقبل”، مشيرا إلى أن تهدئة الأزمة الاقتصادية أعطى فرصة لإردوغان وحزب “العدالة والتنمية”.

“تهدئة خارجية”

بعيدا عن الداخل وبالانتقال إلى الخارج يعتبر 2021 “عام التحولات في تركيا”، على صعيد السياسية الخارجية.

وخلال الأشهر الماضية من العام المذكور فتحت أنقرة صفحات جديدة مع عدة دول، على رأسها الإمارات والبحرين وبجزء محدود مع مصر والسعودية، بينما تحاول في الوقت الحالي فتح مسارات تفاوض مع أرمينيا التي تشوب العلاقة معها عدة أزمات تاريخية.

ومن المقرر أن يفتتح إردوغان العام المقبل بزيارة إلى أبو ظبي، بحسب ما أعلن مؤخرا، على أن تكون في شهر فبراير 2022.

وتشير معظم المعطيات التي فرضت نفسها خلال الأشهر الماضية إلى أن دول الإقليم باتت تقبل على مرحلة جديدة في العلاقات التي تربطها بين بعضها البعض، وذلك يرتبط بعدة اعتبارات تتضارب آراء المحليين والباحثين السياسيين بشأنها.

وبحسب مدير مركز “أورسام”، أحمد أويصال فإن تركيا حركّت عدة ملفات في 2021، بينها ليبيا وسوريا وشرق المتوسط.

ويعتقد الباحث أن “التهدئة الخارجية ستستمر، وستتطور إلى مرحلة التعاون والتفاهم أكثر، مع بلاد الجوار. خروج بايدن من أفغانستان شجع دول المنطقة للتعاون مع تركيا أكثر”.

من جهته يقول الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، أن عام 2021 كان حافلا بالأحداث على الصعيدين المحلي والدولي لتركيا، معتبرا أن “العام الجديد لن يكون أقل أهمية من العام الذي سيرحل بعد أيام”.

وتحدث الباحث عن الكثير من القضايا والملفات التي أحدثت الكثير من الجدل والصخب في 2021، بداية بالأزمة السياسية الحادة بين الحكومة والمعارضة بسبب الانتخابات المبكرة مرورا بعمليات المصالحة مع دول عربية كالإمارات ومصر والسعودية وحتى من أشد خصومها إسرائيل وأرمينيا.

وسيكون الملف الاقتصادي العنوان الأبرز في عام 2022، ويضيف الباحث لموقع “الحرة”: “على ضوء نتائج الخطوات التي ستقدم عليها الحكومة خلال الأشهر المقبلة (اقتصاديا) يمكن فهم ملامح الصورة السياسية التي ستتشكل في النصف الثاني من العام المقبل، وعما إذا كانت البلاد ستتجه إلى انتخابات مبكرة أم لا”.

“عناوين مفصلية وعام مقفل”

وينطوي العام 2021 على عناوين مفصلية في تاريخ تركيا الحديث، فيما ينتظر العام الجديد عناوين أخرى مهمة: تطبيع العلاقات مع مصر والسعودية، مستقبل العلاقات التركية الأمريكية ومصير صفقة إس 400، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بالملف السوري والعلاقة مع روسيا.

ولاستشراف آفاق الدور الإقليمي لتركيا في المرحلة المقبلة يقول عودة أوغلو إنه “يعتبر في ظل حالة السيولة الدولية والإقليمية الراهنة مسألة صعبة”.

ويوضح الباحث: “ربما كان 2021 أكثر صعوبة على تركيا، لكن يمكن القول إن خريطة الطريق التي بحوزة حزب العدالة والتنمية الحاكم أكثر وضوحا، بحيث تتيح له إحداث المزيد من التحولات المهمة في المنطقة”. أبرز الأحداث المتوقعة لعام 2022

وعلى الرغم من التطورات المتعلقة بالداخل والخارج يشير الباحث إلى أن “علبة العام 2022 ما تزال مقفلة”، وبالتالي من غير الواضح كيف ستفتح.أبرز الأحداث المتوقعة لعام 2022 في تركيا

أبرز الأحداث المتوقعة لعام 2022 في تركيا 

اترك رد
محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.