“أركتوروس” متحورة كورونا التي تجتاح الهند تسبب عارضا مهما

---

انتشار السلالة يقلق الخبراء بعد رصدها في بلدان عدة من بينها سنغافورة وأستراليا

---

أشار خبراء إلى أن المتحورة الجديدة من “كوفيد” التي تسمى “أركتوروس” Arcturus وتقود إلى تصاعد في الحالات الجديدة في الهند تسبب عارضاً فريداً لدى الأطفال.

---

---

رصد خبراء سلالة “أكس بي بي. 1. 16″( XBB.1.16)، وهي متحورة متفرعة من “أوميكرون”، في 22 دولة، من بينها سنغافورة وأستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

---

يُعتقد أن هذه السلالة مسؤولة عن ارتفاع في عدد الإصابات في الهند، ما حمل حكومة البلاد على اتخاذ تدابير جديدة لوقف انتشارها، بما في ذلك إعادة العمل ببعض القوانين الخاصة بارتداء الكمامات وإجراء تدريبات في المستشفيات.

---

وذكرت وزارة الصحة الهندية أن الهند سجلت 11 ألفاً و109 حالات جديدة يوم الجمعة، في قفزة حادة من سبعة آلاف و830 إصابة جديدة بـ”كوفيد” مسجلة في الـ24 ساعة الماضية. وتعتبر هذه الأرقام الأعلى في ثمانية أشهر مع ارتفاع عدد مجموع الإصابات الحالية إلى 49 ألفاً و622 إصابة.

انتشار السلالة، التي رُصدت للمرة الأولى في أواخر يناير (كانون الثاني)، أثار قلق الخبراء، إذ يبدو أنها تظهر أعراضاً نادرة لدى الأطفال، أحدها التهاب ملتحمة العين.

وفي تغريدة له على “تويتر”، قال فيبين فاشيشتا، طبيب أطفال والرئيس السابق للجنة التحصين في الأكاديمية الهندية لطب الأطفال، بأن “نمطاً ظاهرياً خاصاً بالأطفال” أخذت تبديه المتحورة الجديدة.

وفي تصريح إلى صحيفة “هندوستان تايمز”، قال الدكتور فاشيشتا إن أعراض هذه المتحورة تشمل ارتفاع حرارة الجسم والسعال والتهاب الملتحمة أو “العين الوردية”.

سبق أن أبلغ مرضى عن الإصابة بالتهاب الملتحمة، علماً أنه عدوى في العين تسبب احمراراً وحكة وتورماً في العين، كأحد أعراض “كوفيد”، ولكن ليس غالباً، كما نُقل عن ريتشارد ريثينغر، عالم أوبئة في الأمراض المعدية لدى معهد البحوث غير الربحي “آر تي آي إنترناشونال” قوله لمجلة “فورتشن”.

رصد باحثون في “معهد ترولسن للعيون” التابع لـ”نبراسكا للطب” الفيروس في الغشاء الدمعي للعين، والذي يؤدي إلى التهاب الملتحمة.

وقال الدكتور فاشيشتا في تغريدة له إنه عالج أطفالاً لديهم “ارتفاع في درجة الحرارة ونزلة برد وسعال والتهاب غير قيحي في الملتحمة يتسبب بحكة ولزوجة في العين، لم نشهده في موجات سابقة من الفيروس”.

كذلك يشهد أطباء آخرون ارتفاع الإصابات بفيروس “كوفيد” لدى الأطفال أيضاً.

أحد هؤلاء طبيب الأطفال الدكتور راهول ناغبال الذي أوضح لصحيفة “إنديا توداي” إن “هؤلاء الأطفال يكابدون في العادة عدوى بسيطة في الجهاز التنفسي مثل السعال والبرد والحمى، وعند خضوعهم لفحوص الكشف عن الفيروس يحصلون على نتائج موجبة تؤكد إصابتهم”.

وكشف الدكتور ناغبال أن الأعراض الرئيسة لـ”أكس بي بي. 1. 16″ لدى البالغين تشبه الإنفلونزا، بما في ذلك إفرازات الأنف والتهاب الحلق والسعال.

متحورة “أركتوروس أكس بي بي. 1. 16” شكل مؤتلف من متحورتين متفرعتين من سلالة “بي أي.2” (BA.2)، وأشارت مسودة دراسة أعدها علماء في “جامعة طوكيو” إلى أنها أكثر قدرة على الانتشار بحوالى 1.17 إلى 1.27 مرة مقارنة مع قريبتيها “إكس بي بي.1″ و”إكس بي بي.5.1”.

علاوة على ذلك، يبدو أنها مقاومة للأجسام المضادة المتولدة في الجسم من متحورات “كوفيد” الأخرى، ما أثار مخاوف بشأن قدرتها على التهرب من المناعة المكتسبة نتيجة العدوى أو اللقاحات السابقة.

بدورها، صنفت “منظمة الصحة العالمية” WHO سلالة “أكس بي بي. 1. 16″، وهي متحورة متفرعة من “أوميكرون”، بأنها متحورة مهمة.

وفي وقت سابق، قالت ماريا فان كيركوف، الرئيسة الفنية للاستجابة لـ”كوفيد” لدى “منظمة الصحة العالمية” “إنها منتشرة (“أكس بي بي. 1. 16″) بين الناس منذ بضعة أشهر.”

وأضافت كيركوف: “لم نشهد تغيراً في شدة الأعراض لدى أفراد أو في صفوف السكان، ولكن لهذا السبب نطبق هذه الأنظمة. تحمل “أكس بي بي. 1. 16″ طفرة إضافية واحدة في البروتين الشوكي، والتي تظهر في الدراسات المختبرية زيادة في احتمال العدوى، وكذلك ارتفاعاً في احتمال نشوء عوامل مسببة للمرض”.

في الوقت نفسه، تعكف أكبر شركة لتصنيع اللقاحات في العالم على زيادة الإنتاج تلبية للطلب المتزايد مع ارتفاع الحالات في الهند.

وفي تصريح إلى “اندبندنت”، قال أدار بوناوالا، الرئيس التنفيذي لـ”معهد الأمصال الهندية”، إن الشركة “استأنفت إنتاج لقاح “كوفيد- 19” من نوع “كوفيشيلد” [لقاح أوكسفورد- أسترازينيكا المضاد لكورونا الذي ينتج في الهند يُسوق باسم كوفيشيلد]، استجابة للعدد المتزايد من الإصابات بفيروس “سارس- كوف- 2”.

وأضاف بوناوالا أن “لدى الشركة أيضاً ستة ملايين جرعة من لقاح “كوفوفاكس” الهندي، المتوافر بسهولة للمستشفيات الخاصة بحسب الطلب، وفي المستطاع استخدامه أيضاً في نظام تطعيم بجرعات معززة غير متجانسة” [بمعنى الجمع بين اللقاحات التي تختلف في تقنية تصنيعها]، مضيفاً أن “الشركة اتخذت هذا الإجراء الاحترازي حرصاً منها على أن يتوافر أمام الناس اللقاح المضاد “كوفيشيلد” إذا اختاروه”.

© The Independent