دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

إردوغان أم كيليتشدار أوغلو؟ تركيا أمام لحظة “مصيرية وتاريخية” ستكون هذه الانتخابات هامة بشكل استثنائي “إذ أنها ستحدد ما إذا كانت ستعود تركيا إلى الحكم الديمقراطي أو ستواصل طريقها نحو الأوتقراطية”، بحسب ما يقول خبراء ومحللون وفقا لتحليل نشره موقع شبكة “أن بي أر”. مدير برنامج البحوث التركية في معهد واشنطن، سونر كاجابتاي، قال للموقع “إن إردوغان هو مخترع السياسة القومية الشعبوية على مستوى العالم.. هزيمته ستعني شيئا عالميا”. وأضاف لـ”أن بي أر” أنه “لو لم يحدث الزلزال، لكان من المحتمل أن يتقدم إردوغان في استطلاع الرأي الأخيرة”. وتأتي التهديدات الأكبر لإردوغان من أزمة اقتصادية تعانيها من تركيا والتي تفاقمت بعد زلزال مميت، إذ يتلقى الحزب الحاكم الكثير من اللوم على الوضع الاقتصادي الذي تعانيه البلاد. ناهيك عن اتهامات بـ”الفساد والإهمال” في قوانين البناء والسلامة والتي ساهمت في ارتفاع حصيلة القتلى في الزلزال، بحسب تقرير صادر عن جامعة الشرق الأوسط التقنية في أنقرة. والانحراف الاستبدادي الذي شهده العقد الماضي واشتد منذ الانقلاب الفاشل في العام 2016 والاقتصاد المتعثر مع انخفاض قيمة الليرة التركية بمقدار النصف خلال عامين وزيادة التضخم حتى 40 في المئة على مدار عام واحد وفقا للأرقام الرسمية التي لا تحظى بالاجماع، كل هذا أضر بمصداقية رئيس الدولة وشعبيته فيما يروج للإنجازات العظيمة والتنمية الحقيقية التي حققها خلال حكمه منذ العام 2003، بحسب تقرير نشرته وكالة فرانس برس. “مفارقة سياسية” ويشير تحليل “أن بي آر” إلى أن المفارقة للمتابعين لصعود إردوغان السياسي أن هذه الأسباب التي تهدد إعادة انتخابه، هي ذاتها التي كانت دافعا هاما في صعوده السياسي، إذ أن الأزمة الاقتصادية التي عانت منها البلاد والزلزال الذي وقع في عام 1999 ساعدت في تحسين صورته الشخصية، وضمنت فوز حزبه في انتخابات 2002. وليست التحديات الاقتصادية وحدها التي تواجه إردوغان، إذ أن التغييرات السياسية والثقافية التي أجراها خلال العقد الثاني من حكمه، إذ ترافق صعوده للسلطه مع ظهور الإسلام السياسي في البلاد، حيث تواجه البلاد انقساما بين الموالين لإردوغان في إتاحة دور أكبر للدين في السياسة التركية، بينما يريد العلمانيون إبعاد الدين عن السياسة. وأمام حشد من مؤيديه، تباهى اردوغان، السبت، بإعادة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد بقوله “الغرب كله أصيب بالجنون! لكنني فعلت ذلك!”. بعد عودته، السبت، إلى حي قاسم باشا الشعبي حيث ولد، وعد إردوغان البالغ 69 عاما “بإعطاء درس جيد لأولئك الذين يريدون تقسيم البلاد”، وانتقد خصمه قائلا للحشود “سنخرج أقوى من صناديق الاقتراع”. ويقول الباحث كاجابتاي “إردوغان شيطن الكثير من الجماعات في البلاد من: العلمانيين إلى القوميين والأكراد والليبراليين والديمقراطيين الاجتماعيين واليساريين.. وهؤلاء يشكلون نحو نصف تركيا”. وهذه الجماعات للمرة الأولى متحدة في معارضتها إردوغان. واختتم، كمال كيليتشدار أوغلو، الذي عاد إلى أنقرة، حملته السبت بزيارة رمزية لضريح، مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة والعلمانية. وتوجه إلى أنصاره بالقول “ركزوا طاقتكم على بناء المستقبل وليس القتال من أجل الماضي”. وخلافا للسلطة الاستبدادية التي يتولاها “رجل واحد”، وتندد بها المعارضة، يقترح كيليتشيدار أوغلو البالغ 74 عاما في حال فوزه قيادة جماعية تتمثل في تعيين نواب للرئيس يمثلون أحزاب الائتلاف الستة التي يقودها، من اليمين القومي إلى اليسار الليبرالي. والجمعة، وعد إردوغان الذي نجح في الفوز عبر صناديق الاقتراع منذ 2003، باحترام نتيجة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي دعي للمشاركة فيها 64 مليون ناخب، ولكن ليس من دون أن يصف أي سؤال حول هذه النقطة بأنه “غبي تماما”. قال إردوغان وقد بدا عليه الغضب خلال مقابلة تلفزيونية على قنوات الدولة “جئنا إلى السلطة بالوسائل الديمقراطية، بتأييد من شعبنا: إذا اتخذت أمتنا قرارا مختلفا، فسنفعل ما تتطلبه الديمقراطية. لا يوجد شيء آخر نفعله”. ماذا قد تعني خسارة إردوغان؟ وفي ظل المنافسة الحادة التي يواجهها إردوغان، فإن خسارته قد تخلق نوعا من الارتياح في الدول الغربية ولكنها ستخلق حالة من القلق في موسكو. ووفق تحليل نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، إذا فقد إردوغان رئاسة البلاد سيكون القادة الأوروبيون أكثر “سعادة” بوجود “تركيا أسهل” بينما ستخسر أنقرة شراكة اقتصادية ودبلوماسية هامة مع موسكو. وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تراجع إردوغان بنسب طفيفة عن منافسه كمال كليتشدار أوغلو. رئيس الوزراء السويدي السابق، كارل بيلدت قال في تصريحات الجمعة “الجميع يريد تركيا أسهل”، خاصة وأنها تركيا أصبحت في عهد إردوغان شريكا مزعجا بشكل متزايد للاتحاد الأوروبي، الذي تخلى عن فكرة عضوية أنقرة في أوروبا. وزاد إردوغان من استياء حلفائه من خلال محاولات منع السويد للانضمام إلى الناتو، وأصر على أن تقوم ستوكهولم بتسليم عشرات اللاجئين الأكراد المتهمين بالانضمام لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة وواشنطن منظمة إرهابية. وتشير الصحيفة إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لديهم شعور قوي بأن “تركيا في عهد إردوغان ابتعدت عن القيم والأعراف الأوروبية مثل سيادة القانون وحرية الصحافة”. ويأمل أعضاء في حلف الناتو أن يؤدي التغيير في قيادة تركيا إلى إنهاء المواجهة حول الموافقة على عضوية السويد لحلف شمال الاطلسي. أما من ناحية موسكو، فقد أصبحت تركيا شريكا تجاريا لا غنى عنه لروسيا، وفي بعض الأحيان وسيطا دبلوماسيا، وهي علاقة ظهرت أهميتها بشكل كبير منذ بدء غزو أوكرانيا. واستفاد الاقتصاد التركي المتعثر مؤخرا من النفط الروسي بالأسعار المخفضة، فيما رفض إردوغان فرض العقوبات الغربية على موسكو، وهو ما قد يساعده في مساعيه بالحصول على فترة رئاسية ثالثة مدتها 5 سنوات.

محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.