حذر الخبراء من أن الاختبارات الجماعية لسكان الصين الهائلين يمكن أن تجلب ركودًا وبؤسًا جديدًا للاقتصاد، بعد أن تعهدت بكين باستعادة السيطرة على كوفيد-19 من خلال استراتيجية صفر كوفيد التي خنقت النمو وأججت الغضب في جميع أنحاء البلاد.
في محاولتها لكبح انتشار #كورونا بغية الوصول إلى “صفر” إصابات.. #الصين تمنع سكان بكين من مغادرة منازلهم مع استمرار إغلاق المحال التجارية
استراتيجية صفر كوفيد
اتبعت الصين نهجًا متشددًا للقضاء على تفشي كوفيد-19، وأغلقت مدينة شنغهاي، المؤثر الاساسي للإقتصاد الصيني في البلاد ، وقيدت حركة المواطنين ببطء في بكين بسبب عشرات الإصابات الجديدة في البلاد .
#بكين تسجل 61 إصابة بـ #كورونا في يوم واحد.. الرعب يدب في العاصمة الصينية: مراكز تجارية مغلقة وتشديدات أكثر صرامة لمنع تفشي الفيروس
رفضت السلطات الانصياع للاحتجاج العام المتصاعد بسبب نقص الغذاء وظروف الحجر الصحي في شنغهاي، حيث تعهد كبار المسؤولين الخميس بالالتزام الثابت باستراتيجية صفر كوفيد ومحاربة الانتقادات الموجهة لهذه السياسة.
وصفت حكومة الصين الاستراتيجية بأنها دليل على أنها تقدر حياة الإنسان فوق الاهتمامات المادية ويمكنها تجنب أزمات الصحة العامة التي تشهدها البلدان الأخرى.
لكن هذا النهج يضر بالاقتصاد ويشكل تحديًا سياسيًا حادًا للرئيس شي جين بينغ، ويتعين عليه الآن إقناع الجمهور المضطرب بشكل متزايد، والذي تصاعد غضبه من عمليات الإغلاق على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن المفاضلة بين الاقتصاد والحياة مستدامة.
تعهد كبار الضباط في البلاد، على هامش اجتماع الخميس بحضور شي بـ “النضال بحزم ضد كل الأقوال والأفعال التي تشوه أو تشكك أو ترفض سياسات بلاده للسيطرة على الأمراض”.
مخاوف أميركية من الضغط على نظام الرعاية الصحية بسبب زيادة إصابات #كورونا.. والولايات تشجع السكان بحوافز لتلقي اللقاح
رأي الخبراء
يخشى الخبراء من أن خطة بكين ستؤثر بشكل كبير في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
تم اختبار سكان شنغهاي البالغ عددهم 25 مليونًا عدة مرات، في حين خضع بعض سكان بكين البالغ عددهم 21 مليونًا أيضًا لجولات متكررة من الفحوصات، وهي سياسة ألمحت الحكومة إلى أنها قد تمتد في جميع أنحاء البلاد لمكافحة متحور أوميكرون شديد الانتقال.
توقع المحللون في مجموعة نومورا المالية بأن إخضاع نصف أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لاختبار واحد كل ثلاثة أيام سيكلف نحو 0.9% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين أن أي طلب بأن يخضع 90% من السكان للاختبار كل يومين سيكلف 2.3% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي.
أضاف كبير الاقتصاديين الصينيين في نومورا، تينج لو “هذه القيود يمكن أن تحمل تكاليف مرتفعة للغاية إذا توسعت على الصعيد المحلي، بينما تقدم فقط مزايا محدودة، لأن سلالة أوميكرون التي يصعب احتوائها قد تؤدي إلى إغلاق المزيد من المدن”.
يأتي هذا التوقع الكئيب في أعقاب خفض وكالة فيتش للتصنيف الائتماني لتوقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني للعام بأكمله إلى 4.3%، من 4.8%، وهذا بعيد تمامًا عن الهدف الرسمي للحكومة البالغ 5.5%.