الصحة العالمية تتوقع رصد مزيد من الإصابات بجدري القردة

حذر مسؤولو الصحة العالمية من ارتفاع حالات الإصابة بجدرى القرود في أوروبا وأماكن أخرى، وهو نوع من العدوى الفيروسية الأكثر شيوعا في غرب ووسط أفريقيا.

فيما اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن تفشي مرض جدري القردة أمر “يجب أن يكون مصدر قلق للجميع

---

توصيات جديدة

ذكرت منظمة الصحة العالمية، أنه تم الإبلاغ عن 92 حالة مؤكدة و 28 حالة مشتبه بإصابتها بجدري القرود من 12 دولة عضو غير متوطنة للفيروس.

وتوقعت المنظمة تحديد المزيد من حالات الإصابة بجدري القرود، لأنها توسع نطاق المراقبة في البلدان التي لا يوجد فيها المرض عادة.

وذكرت، أنها ستقدم المزيد من الإرشادات والتوصيات في الأيام المقبلة للبلدان حول كيفية التخفيف من انتشار جدرى القردة.

قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إن تفشي مرض جدري القردة هو أمر “يجب أن يكون مصدر قلق للجميع”، مضيفا أن مسؤولي الصحة الأميركيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة.

---

ما مدى خطورة جدرى القرود؟

قال الدكتور بمستشفى ماساتشوستس العام الأميركي، مارتن هيرش، إن المخاطر على عامة الناس مازالت منخفضة حتى الان، مشيرًا إلى أن جدرى القرود لا يبدو شديد العدوى كما هو الحال في فيروس كوفيد-19.

وأوضح، أن العدوى الفيروسية تنتشر مثل الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، وهو ما أدى إلى زيادة انتقالها في جميع أنحاء العالم. لكنه أوضح، أن معظم الناس يتعافون تمامًا في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع.

فيما ذكرت عالمة الفيروسات في منظمة اللقاحات والأمراض المعدية بجامعة ساسكاتشوان في كندا، أنغيلا راسموسن، أن الفيروسات ليست شيئًا جديدًا ومتوقعًا.

وأشار إلى أن العديد من العوامل، بما في ذلك زيادة السفر العالمي بالإضافة إلى تغير المناخ، قد عجلت من ظهور وانتشار الفيروسات،

وقالت، إن العالم في حالة تأهب أكبر لأي تفشي جديد من أي نوع في أعقاب جائحة كوفيد-19.

جدري القرود هو فيروس يمكن أن يسبب أعراضًا تشمل الحمى والأوجاع والطفح الجلدي، لكنه لا ينتقل بسهولة مثل فيروس SARS-CoV-2 الذي تسبب في جائحة كوفيد-19.

إنه مرتبط بالجدري، ولكنه عادة ما يكون أكثر اعتدالًا، خاصة سلالة غرب إفريقيا من الفيروس التي تم تحديدها في حالة أميركية، والتي يبلغ معدل الوفيات فيها حوالي 1%.

يعتقد الخبراء أن تفشي مرض جدري القرود الحالي ينتشر من خلال الجلد الوثيق والحميم عند ملامسة الجلد لشخص مصاب بطفح جلدي نشط، وقال الخبراء إن ذلك من شأنه أن يسهل احتواء انتشاره بمجرد تحديد العدوى. بحسب رويترز.

---

ما الذي يهتم به خبراء الصحة؟

ذكرت منظمة الصحة العالمية، أن حالات التفشي الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن غير نمطية، لأنها تحدث في البلدان التي لا ينتشر فيها الفيروس بانتظام.

وأعرب مسؤولو منظمة الصحة العالمية عن قلقهم من احتمال ظهور المزيد من الإصابات مع تجمع الناس في المهرجانات والحفلات والعطلات خلال أشهر الصيف المقبلة في أوروبا وأماكن أخرى.

يسعى العلماء إلى فهم أصل الحالات الحالية وما إذا كان أي شيء بخصوص الفيروس قد تغير.

تم اكتشاف معظم الحالات المبلغ عنها حتى الآن في المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال، كما كانت هناك أيضًا حالات في كندا وأستراليا، وتم تأكيد حالة واحدة من جدري القرود في بوسطن بالولايات المتحدة، وتوقع مسؤولو الصحة العامة ظهور المزيد من الحالات في أميركا.

---

حماية الناس من العدوى

بدأت المملكة المتحدة في تلقيح العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين قد يكونون في خطر أثناء رعاية المرضى بلقاح الجدري، والذي يمكن أن يقي أيضًا من جدري القردة.

تقول حكومة الولايات المتحدة إن لديها لقاحًا كافيًا للجدري مخزّنًا في مخزونها الوطني الاستراتيجي، لتطعيم جميع سكان الولايات المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية في بيان، إن هناك أدوية مضادة للفيروسات للجدري يمكن استخدامها أيضًا لعلاج جدري القرود في ظل ظروف معينة.

على نطاق أوسع، يقول مسؤولو الصحة أنه يجب على الأشخاص تجنب الاتصال الشخصي الوثيق مع شخص مصاب بمرض طفح جلدي أو مريض بخلاف ذلك.

وذكرت أنه يجب على الأشخاص الذين يشتبهون في إصابتهم بجدرى القرود عزلهم وطلب الرعاية الطبية.