جاء الانسحاب على خلفية مقاطع فيديو وصور يُعتقد أنها “مفبركة” أحدها فيديو “غير أخلاقي” نشرت عبر “تويتر” بدعوى أنها تعود إلى إينجه، وهو ما دفعه إلى إلغاء جولتين انتخابيتين في ولايتي إزمير ومانيسا بسبب “مشكلات صحية” يعاني منها، وفق ما تناقلته صحف محلية.

واتهم إينجه، أحد المنافسين الأربعة للرئيس التركي، في تغريدة عبر تويتر، مساء الأربعاء، أعضاء حركة “فتح الله جولن” التي تدرجها تركيا على قوائم الإرهاب، بإطلاق “الشائعات والمزاعم الكاذبة” بشأنه، واصفاً إياهم بـ”الإرهابيين”.

وأضاف: “منذ 45 يوماً أتعرض لعمليات افتراء لم أتعرض لها في الـ45 سنة الماضية، باستخدام إيصالات ووثائق وفيديوهات مزيفة من قبل هؤلاء الإرهابيين، فأين صحافيو هذه البلاد؟ وأين المدعون العامون؟ من يعتمد على مؤامرات هؤلاء الإرهابيين الدنيئين؟ ومن له المصلحة لنشر هذه الأكاذيب بحقي ويصدقها؟”.

وفي تغريدة أخرى، قال إينجه: “أن يتم تزوير وثائق وإظهار ما ليس موجوداً، وكذلك تزوير شريط فيديو وإظهار شيء ما ليس موجوداً هو عمل غير أخلاقي وشنيع”، معتبراً أن ما تعرض له من “افتراء” لم يشهده أي سياسي في تاريخ الجمهورية.

وأضاف: “قاموا بقص صور من موقع غير أخلاقي إسرائيلي ووضعوا رأسي هناك.. ليس لديّ مثل هذه الصورة.. ليس لديّ مثل هذه الفيديوهات”.

وتابع إينجه: “لم تستطع جمهورية تركيا حماية سمعتي. مدعي هذا البلد، إعلام هذا البلد، أمن هذا البلد لم يستطيعوا الوقوف بوجه تشويه سمعتي قبيل الانتخابات”، داعياً المواطنين إلى التصويت لحزبه (الوطن) للحصول على مقاعد لتمثيل مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك تحت قبة البرلمان.

الادعاء يحقق

في المقابل أوضحت قناة “تي آر تي” الحكومية، أن مكتب المدعي العام في أنقرة فتح تحقيقاً ضد مشتبه بهم بتهمة “الابتزاز والتهديد وتزوير وثائق”، بخصوص المنشورات التي استهدفت إينجه.

لا تغيير في أوراق الاقتراع

وقال مصطفى تولجا أوزتورك، الممثل عن الهيئة العليا للانتخابات إنه إذا انسحب أحد المرشحين فلن يؤدي ذلك لتغيير ورقة الاقتراع لأن أوراق الانتخابات تم طبعها منذ فترة طويلة.

وأضاف: “لا تعتبر الأصوات التي سيتلقاها المرشح المنسحب باطلة، وبعبارة أخرى، أنه وعلى الرغم من قرار إينجه الانسحاب، فإن اسمه سيبقى مدرجاً على أوراق الانتخاب، نظراً لحصوله رسمياً على صفة المرشح وفقاً لجدول الانتخابات، وعليه فإن الأصوات التي سيتم منحها لإينجه ستكون صالحة، كما ستحتسب الأصوات التي حصل عليها في الخارج، وستفرز جميع الأصوات في ليلة الانتخابات، وتسجل في خانة الأصوات التي حصل عليها المنسحب”.

أردوغان: حزنت لانسحابه

وأثار قرار الانسحاب جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية وبين أنصار حزب الوطن، إذ أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن حزنه لانسحاب إينجه.

وقال أردوغان في مسيرة انتخابية بالعاصمة أنقرة: “الحقيقة لقد حزنت على انسحاب أحد المرشحين، كنت أتمنى أن يستمر السباق الرئاسي حتى النهاية، لكن نواصل السباق مع الباقيين، والأهم هو قرار أمتي”.

وحصل إينجه على أكثر من 30% من الأصوات ليحل في المركز الثاني بعد أردوغان في انتخابات الرئاسة عام 2018، التي خاضها مرشَّحاً رئيسياً عن حزب الشعب الجمهوري، الذي انشق عنه وأسس حزب الوطن في 2021.

كيليجدار: فلينضم إلينا

ووصف المرشح الرئاسي عن “تحالف الأمة” المعارض، ورئيس حزب “الشعب الجمهوري” كمال كيليجدار أوغلو، استهداف إينجه بأنه “أمر غير أخلاقي”، داعياً إيّاه للانضمام إلى “مائدة إبراهيم الخليل”، في إشارة إلى تحالف الأمة المعروفة باسم “الطاولة السداسية”.

وخلال بث مباشر على قناة “سوزجو” قال أوغلو: “إذا أراد إينجه الانضمام إلينا، فمائدة إبراهيم الخليل مفتوحة دائماً له. دعونا نجلس على طاولة الحوار ونقوم بتغيير هذا البلد معاً، دعونا نقوم بتنظيف السياسة من هذه الفضائح التي بداخلها، من واجب كل وطني أن يحارب الفضائح السياسية”.

ووفق استطلاع أجراه معهد ميتروبول في 8 و9 مايو، سيصوت ما يقارب من 50% من مؤيدي إينجه لصالح أوغلو، مقابل أقل من الربع لصالح أردوغان، ما يعني أن الانسحاب يعزز من فرص مرشح تحالف المعارضة.