دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

بكتيريا الأمعاء تقوم بمحادثة الدماغ

تجارب رائعة ممكن أن تقودنا لعلاج التوحد

795

انتهت دراسة جديدة تفيد أن الفئران تحتوي على الكثير من البكتيريا في أحشائها.. حيث تقوم هذه البكتيريا المعوية بالتأثير على كيفية عمل أدمغة القوارض. وبحسب ما نشره موقع “Live Science” نقلًا عن مجلة “Nature.. يطمح باحثون من تايوان والولايات المتحدة إلى معرفة آلية تأثير بكتيريا الأمعاء على حيوية ونشاط شبكات المخ العصبية.. التي تكون مسؤولة عن تشكل السلوك الاجتماعي على وجه الخصوص.

ومن المعروف أنه عندما يجتمع الفأر بفأرً لم يسبق أن التقاه من قبل إطلاقا.. فإنهما سوف يقومان بشم شوارب بعضهما البعض ويتسلقان فوق بعضهما.. تمامًا نفس السلوك الذي يفعله كلبين في الحدائق العامة عندما يستقبل كل منهما الآخر.

ولكن مع الوقت ظهر أن فئران التجارب السليمة والخالية من الجراثيم والتي لاتحتوي على بكتيريا الأمعاء.. تبتعد عن أي تفاعلات اجتماعية مع الفئران الأخرى وبدلاً من ذلك تبقى منعزلة بشكل مريب.

الانعزال الاجتماعي

ذكر الباحث الرئيسي للدراسة الأستاذ المساعد وي لي وو في جامعة تشينغ كونغ الوطنية في تايوان.. وزميل ضيف في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا: “أن الانعزال الاجتماعي الموجود في الفئران الخاوية من الجراثيم ليس بالأمر الجديد”. لكن أراد هو وفريقه البحثي أن يفهموا ما هو الشيء الذي يدفع الفئران إلى هذا السلوك غير المستقر.. وهل حقا البكتيريا المعوية تؤثر بشكل مباشر على الخلايا العصبية في مخ الفئران وترفع رغبة القوارض في الانعزال وعدم الاستقرار.

خطر مريب

كما قال الاستاذ وو لموقع “Live Science”.. أنه ذهل في المرة الأولى التي عرف فيها أن البكتيريا ممكن أن تؤثر على سلوك الحيوانات.. حيث كان يعتقد أن هذا الأمرغيرصحيح إلى حد ما”.. ومن بعدها بدأ هو وزملاؤه بإجراء تجارب على الفئران السليمة والخالية من الجراثيم.. كذلك مراقبة سلوكها الاجتماعي المريب بشكل مباشر وفهم أسباب ظهورمثل هذه السلوكيات الغريبة.

حيث قام الباحثون بالمقارنة من حيث نشاط الدماغ وسلوك الفئران الطيعيي مع مجموعتين أخرتين.. الفئران التي تمت تربيتها في بيئة سليمة، والفئران الملقحة بالمضادات الحيوية التي تحمي من بكتيريا الأمعاء.

بناء على ذلك ارتكزت التجارب على مفهوم أنه عندما تدخل الفئران السليمة والخالية من الجراثيم إلى بيئة غير معقمة.. فإنها ستصاب بالعدوى من البكتيريا بشكل فوري من أول مرة.. وبنهاية الأمر كانت الفئران المعالجة والملقحة بالمضادات الحيوية أكثر تنوعًا ويمكن استخدامها في تجارب مختلفة.

حيث قام الفريق بوضع الفئران السليمة والفئران المعالجة بالمضادات الحيوية في أقفاص بها فئران غير سليمة لمراقبة تفاعلاتها الاجتماعية. وكما كان من المتوقع تجنبت كلا المجموعتين من الفئران التفاعل مع الغرباء. وبعد هذا الاختبار السلوكي والمفصلي أجرى الفريق الكثير من الاختبارات والتجارب لفهم ما كان يحدث في أدمغة الحيوانات والتي من المرجح أن تكون السبب وراء هذه الديناميكية والسلوكيات الاجتماعية الغريبة.

أبحاث حول c-Fos

وضمت التجارب أبحاث حول c-Fos، وهو جين يعمل في خلايا الدماغ النشطة.

وبالمقارنة مع الفئران العادية أظهرت الفئران المصابة بالبكتيريا المستنفدة نشاطًا شديدًا لجين c-Fos في مناطق الدماغ المشاركة في استجابات الإجهاد، بما في ذلك منطقة ما تحت المهاد واللوزة والحصين.

حيث تزامن هذا الارتفاع في نشاط الدماغ مع ارتفاع في هرمون الإجهاد المسمى الكورتيكوستيرون في الفئران السليمة والفئران المعالجة بالمضادات الحيوية، حيثما لم تحصل نفس الزيادة في الفئران ذات الميكروبات الطبيعية. وقال الباحث وو أنه “بعد الاندماج الاجتماعي بخمس دقائق تمكنا برصد هرمونات توتر أعلى بشكل واضح.

إضافة إلى ذلك اشتملت التجارب على تشغيل الخلايا العصبية في مخ الفئران والقيام بإيقافها حسب الرغبة بواسطة استخدام دواء محدد، وقد لاحظ الباحثون أن إيقاف تشغيل الخلايا العصبية في الفئران المعالجة بالمضادات الحيوية قد أدى إلى تقوية التواصل الاجتماعي تجاه الغرباء، لاسيما أن تشغيل تلك الخلايا في الفئران العادية نتج عنه حالة تجنب للتفاعلات الاجتماعية بشكل مفاجئ.

ومن جانبه قال دييغو بوهوركيز، أستاذ في كلية الطب بجامعة ديوك الأميركية متخصص في علم الأعصاب وباحث في اتصال القناة الهضمية بالدماغ، والذي لم يشارك في الدراسة، حيث يظن أن مجموعة من الميكروبات تعمل سويا لتعديل إنتاج هرمون الإجهاد والتوتر.

ومن ثم يمكننا الاعتبار أن التجارب تقدم حجة قوية تفيد بأن ميكروبات الأمعاء في الفئران العادية تساعد على الاندماج في السلوكيات الاجتماعية، بينما تتعامل الفئران السليمة مع فرط إفرازهرمون التوتر ونتيجة لذلك ترفض الفرص المتاحة أمامها للتواصل اجتماعيا بالفئران الأخرى.

وأشار بوهوركيز: “أن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو كيف يستطيع استخدام الميكروبيوم المعوي “للتحدث” إلى الدماغ، والتحكم في السلوك من أعماق الأمعاء”.

اضطرابات نفسانية عصبية

وأكمل بوهوركيز أن النوع هذا من الأبحاث يمكن أن يقدم المساعدة إلى العلماء يوما ما في علاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية عصبية، كالتوتر واضطراب طيف التوحد، بافتراض أن بعض الملاحظات في الحيوانات تنطبق على البشر.

علاجات للتوحد

تشير أبحاث سابقة أن التوتر والقلق والتوحد غالبًا ما يكون متزامنا مع اضطرابات الجهاز الهضمي، كالإمساك والإسهال، وكذلك مع اضطرابات ميكروبيوم الأمعاء. ونوه بوهوركيز، إنه على مدى الأعوام الماضية كان العلماء يتحققون في هذا الارتباط بين الأمعاء والدماغ وتطوير أساليب علاجية جديدة لهذه الاضطرابات.

وأضاف قائلًا إن نتيجة هذه الدراسات ممكن أن تدفع مسير الأبحاث إلى الأمام وإلى اتجاه صياغة علاجات للتوحد تعتمد على الميكروبيوم المعوي.

وفي نهاية المطاف هذه الدراسات تسلط الضوء على مزيد من الأمور التي تتعلق بكيفية تأثير هذه الميكروبات على السلوك الاجتماعي.

100%
رائع جداً

بكتيريا تقوم بمحادثة الدماغ

  • يرجى تقييم هذا المقال
اترك رد
محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.