دليل تركيا
دليل الشركات - أخبار تركيا - سياحة وسفر - فرص عمل - العلاج والتجميل

كيف تهدد الاضطرابات في العراق قطاع النفط الخام

530

كيف تهدد الاضطرابات في العراق قطاع النفط الخام

العراق قوة كبرى في قطاع النفط الخام.. كيف تهدد الاضطرابات فيه السوق العالمية؟

تصاعدت الاضطرابات السياسية في العراق هذا الأسبوع، وتطورت إلى أعمال عنف أدت إلى إغلاق عدد من الطرق وفرض حظر التجوال، لكنّ الدور المهم الذي يلعبه العراق في قطاع النفط يعزز من مخاوف تأثير تفاقم الاضطرابات سلبًا على سوق النفط العالمية، التي تواجه بالفعل تحديات ضخمة بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات الأوروبية المتعلقة بواردات الطاقة الروسية.


وتشير منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” في أحدث نشراتها الإحصائية السنوية إلى أن العراق يحل في المركز الخامس عالميًا في إنتاج النفط الخام، بمتوسط 4 ملايين برميل يوميًا خلال العام الماضي 2021 بعد كل من أميركا وروسيا والسعودية والصين على الترتيب.


ويأتي العراق في المركز الثالث عالميًا من حيث صادرات النفط الخام التي بلغت 3.4 مليون برميل يوميًا العام الماضي، وهو التصنيف الذي تتصدره السعودية ثم روسيا.

وعلاوة على ذلك يمتلك العراق احتياطيات نفطية مؤكدة تبلغ 145 مليار برميل من النفط الخام، تمكنه من اقتناص المرتبة الرابعة على مستوى العالم بعد كلٍ من فنزويلا والسعودية وإيران.


ويتداول برميل النفط القياسي برنت عند 98.6 دولار وقت كتابة التقرير بزيادة بلغت 26.8% منذ بداية 2022، فيما ارتفع سعر الخام الأميركي الوسيط غرب تكساس 21.4% منذ بداية هذا العام ليصل إلى 91.3 دولار للبرميل.


وتلقي فوربس الشرق الأوسط الضوء في هذا التقرير على أهمية العراق في سوق النفط من خلال التركيز على 3 محاور، هي إنتاج النفط الخام وتصديره والاحتياطيات الإجمالية المؤكدة، مع رصد تأثير الاضطرابات الحالية في السوق العالمية بحسب توقعات الخبراء الذين حذروا من أن تفاقم الأزمة السياسية سيكون له تداعيات كبيرة على سوق النفط انطلاقًا من أهمية العراق في هذا القطاع على الرغم من عدم وجود تأثير لحظي قوي حاليًا في الأسعار.



بلغ متوسط إنتاج العراق من النفط العام الماضي نحو 4 ملايين برميل يوميًا ليتم ترتيبه كخامس أكبر منتج للنفط الخام في العالم بعد كل الولايات المتحدة الأميركية التي بلغ إنتاجها 11.2 مليون برميل نفط يوميًا، ثم روسيا التي سجل إنتاجها 9.6 مليون برميل نفط، فيما جاءت السعودية في المركز الثالث بنصيب 9.1 مليون برميل قبل الصين في المركز الرابع ثم العراق خامسًا.

وأكد الخبير في مجال النفط والطاقة العالمي، ممدوح سلامة: “أي اضطرابات طويلة في العراق ستثبط بالتأكيد الاستثمارات الأجنبية في صناعة النفط العراقية. كما أنها ستحبط جهود العراق لزيادة إنتاج البلاد من النفط إلى 6 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2025”.

وتوقع سلامة، وهو خبير نفطي مقيم في لندن من أصول عراقيّة، في تصريحات لفوربس الشرق الأوسط أن تؤثر الاضطرابات في العراق سلبًا في سوق النفط العالمية من خلال خفض الإنتاج في ثاني أكبر منتج في منظمة أوبك، مضيفًا: “سيضيف هذا بالتأكيد ما يقدر بنحو 3-4 دولارات إلى سعر برنت… توقعاتي هي أن أسعار النفط الخام ستستمر في الزيادة هذا العام مع ارتفاع خام برنت إلى ما يتراوح بين 110 إلى 115 دولارًا أميركيًا قبل نهاية هذا العام حتى من دون الاضطرابات في العراق”.
وأعلنت مجموعة أوبك+ الاتفاق على زيادة الإنتاج بـ 100 ألف برميل يوميًا فقط خلال شهر سبتمبر/أيلول بعد اجتماعها في 3 أغسطس/آب الماضي، مشيرة إلى أن نقص الاستثمارات أدى إلى ضعف الطاقة الإنتاجية.

وجدير بالذكر أن إنتاج النفط الخام ارتفع العام الماضي بمقدار 520 ألف برميل يوميًا إلى 69.64 مليون برميل يوميًأ بعد تراجعه بسبب كوفيد-19 في عام 2020.



جاء العراق في الترتيب الثالث عالميًا من حيث تصدير النفط الخام في العام الماضي بعد زيادة صادراته 0.3% إلى 3.4 مليون برميل يوميًا بعد السعودية التي تصدرت القائمة بـ6.2 مليون برميل نفط يوميًا ثم روسيا التي جاءت في المرتبة الثانية بنصيب 4.5 مليون برميل يوميًأ.

ومع ذلك، يرى المحلّل الاقتصادي والنفطي العراقي القيم في دبي، وضاح الطه أن تصاعد الاضطرابات حاليًا في العراق خاصة في المنطقة الخضراء سيكون له انعاكسات على سوق النفط خاصة مع امتدادها إلى المحافظات الجنوبية مثل البصرة وميسان وذي قار، مضيفًا أن المحافظات الجنوبية تساهم بنحو 99% من نفط العراق.

وذكر في تصريح لفوربس الشرق الأوسط: “تزداد المخاوف مع سيطرة الحراك الشعبي على مواني البصرة ومدخل ميناء أم قصر الذي يتم فيه تحميل جزء من صادرات النفط الخام… وسيكون لامتداد الاضطرابات إلى مداخل الحقول النفطية تأثير كبير في إنتاج النفط والسوق العالمية”.

تهدد المخاطر الجيوسياسية في البلدان المنتجة مثل العراق وليبيا – خصوصا بغداد التي يزيد إنتاجها النفطي عن ليبيا – سوق النفط العالمية، بحسب الطه، مشيرًا إلى أن ما يزيد الوضع سوءًا هو ضبابية المشهد وعدم اليقين تجاه الوصول إلى حل جذري للأزمة الحالية.



ظلت الاحتياطيات المؤكدة من النفط الخام في العراق عند 145 مليار برميل في عامي 2021 و2020، بحسب منظمة أوبك ليأتي العراق في المرتبة 4 عالميًا من حيث احتياطيات النفط الخام بعد كل من فنزويلا التي تمتلك 303.5 مليار برميل وتتصدر الترتيب العالمي تليها السعودية التي تمتلك 267.2 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام.

وعلّق الكاتب المتخصص في الصناعة النفطية، عبد العزيز المقبل: “تأتي حالة التوتر الحالية في العراق في وقت حرج تمر به سوق النفط بدءًا من الاضطرابات في ليبيا، والعقوبات الأوروبية على واردات النفط والغاز الروسيين، فضلاً عن استقرار النمو في إنتاج أميركا الشمالية”.

وأضاف لفوربس الشرق الأوسط أن المشهد النفطي في العراق يواجه أيضًا عددًا من التحديات حتى قبل التوترات الأخيرة، ويشمل ذلك الاتفاقات بشأن حقول نفط حكومة إقليم كردستان، مشيرًا إلى أن الحساسية تجاه المتطلبات التشغيلية للحقول الكردية تتطلب مراقبة مستمرة لاستمرار تحقيق الأهداف الإنتاجية بشكل مستدام.

ولفت إلى أنه على الرغم من أن الاضطرابات المدنية في العراق لم تتعرض بشكل مباشر للمنشآت النفطية، فإن أي تدهور في المشهد السياسي سيؤثر في أسواق الطاقة الأوروبية الغارقة بالفعل في أزمة، مشيرًا إلى أن اجتماع أوبك + المقبل سيتم وسط مزيد من عدم اليقين خاصة مع تطورات الوضع في العراق.

ومن جهته، أكد الخبير في اقتصادات الطاقة، ورئيس مجموعة JBC Energy، يوهانس بينيني: “لا أرى أي تأثير لحظي على أسواق النفط نتيجة الأحداث في العراق، ولكن سعر النفط سيزيد مع نهاية هذا العام عن 130 دولارًا… ويعتمد ذلك على تنفيذ العقوبات الأروربية ضد روسيا خاصة حظر واردات الديزل”.


التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

محادثة واتسأب مباشرة
هل تريد المساعدة؟
مرحباً ...
هل تريد المساعدة؟
تواصل معنا مباشرة عبر الواتسأب.